عرفت بطولة الرابطة المحترفة الأولى تنافسا حادا على مستوى هرم البطولة، حيث عرف اتحاد العاصمة وبدرجة أقل شبيبة القبائل كيف يخطفان الأضواء وينهيان مرحلة الذهاب في المرتبة الأولى و الثانية على التوالي، وسط مراقبة لصيقة من عديد الأندية الطموحة على غرار شبيبة الساورة و نصر حسين داي. في الوقت الذي عرفت بطولة هذا الموسم خيبات لأندية كانت مرشحة لقول كلمتها أو على الأقل تبوؤ مكانة محترمة مثل شباب بلوزداد الذي واصل تدحرجه إلى منطقة الخطر، في حين ظل اتحاد ىبلعباس قابعا في المرتبة الأخيرة وسط موجة من المشاكل المتراكمة التي لا تعكس صورة فريق فاز بلقب كأس الجزائر الموسم الماضي. اتحاد العاصمة بطل الشتاء عن جدارة انتهت المرحلة الأولى من الرابطة المحترفة الأولى نهاية الأسبوع المنقضي بإجراء الجولة ال15، حيث أفرزت هذه المرحلة تتويج فريق اتحاد العاصمة بطلا شتويا وشبيبة القبائل وصيفا له، ويملك الاتحاد 33 نقطة في رصيده وقد يرفعه أكثر في حال فوزه غدا الخميس على أرضه أمام وفاق سطيف في لقاء متأخر لحساب الجولة الحادية عشرة من المسابقة، وبالمقابل شهدت هذه المرحلة خيبة كبيرة لبطل الموسم الماضي شباب قسنطينة، وكذا أندية شباب بلوزداد ومولودية الجزائر ووفاق سطيف، حيث تراجعت نتائج هذه الأندية كثيرا هذا الموسم. وخطف اتحاد العاصمة في مرحلة الذهاب 10 انتصارات منها أربعة خارج أرضه، مقابل ثلاثة تعادلات وخسارة واحدة أمام فريق شبيبة الساورة (3-0). “الكناري” في الطريق الصحيح أما الوصيف شبيبة القبائل مشوارا جيدا على العموم حيث يملك في رصيده 26 نقطة، وهي نتيجة جيدة لفريق كان قد ضمن بقاءه الموسم الماضي خلال الجولة قبل الأخيرة، وتراجعت نتائج الشبيبة في الجولات الأخيرة من المرحلة الأولى، حيث تسببت الهزيمة أمام اتحاد العاصمة بهدف لصفر في فقدان الفريق لتوازنه ليدخل في دوامة من النتائج السلبية، وأخرها الخسارة في أخر لقاء من المرحلة الأولى أمام أهلي البرج بهدف لصفر، وبالرغم من ذلك، تملك الشبيبة دفاعا صلبا لم يتلق سوى 10 أهداف (ثاني أحسن دفاع) خلف شبيبة الساورة (6 لأهداف). سقوط حر لبطل الموسم الفارط، والساورة والنصرية يراقبان وبالنسبة لشاب قسنطينة حامل لقب الموسم الماضي، فقد مر بوضع صعب للغاية، حيث أنهى مرحلة الذهاب ثامنا برصيد 19 نقطة، ولم يفوز سوى في أربع مناسبات مقابل 7 تعادلات وخسر أربع مرات، وازداد الضغط على الفريق بعد أن ضيع فرصة التتويج بلقب “السوبر” إثر خسارته أمام اتحاد بلعباس، وتسبب هذا الوضع في استقالة مهندس التتويج الموسم الفارط عبد القادر عمراني. وأنهى فريقا شبيبة الساورة ونصر حسين داي مرحلة الذهاب في المركز الثالث مناصفة بمجموع 23 نقطة، ورغم مرورهما بفترة فراغ، إلا أن الفريقين نجحا في التدارك مع مرور المباريات، ومن المفارقات أن نفس الفريقين، سبق لهما وأن أنهيا الموسم الكروي الماضي في المركزين الثاني والثالث على التوالي. مشوار مضطرب لفريقي العميد والوفاق واتّسم مشوار فريقي مولودية الجزائر ووفاق سطيف بالاضطراب، حيث يحتلان المركز الخامس برصيد 21 نقطة، رغم توفرهما على تعداد ثري من اللاعبين، وبالنسبة للوفاق فقد دفعته سوء النتائج لإقالة مديره الفني المغربي رشيد الطاوسي بعد أن حقق 6 انتصارات فقط و3 تعادلات مقابل 5 هزائم، منها 3 متتالية، إضافة إلى هزيمة على أرضه أمام الأهلي السعودي في ذهاب الدور ثمن النهائي لبطولة الأندية العربية، وعوض بالمدرب المعروف نور الدين زكري، أما مولودية الجزائر فقد ميزه عدم الاستقرار على مستوى الجهاز الفني بعد رحيل الفرنسي بيرنارد كازوني عند بداية الموسم، حيث بقي الفريق دون مدير فني لمدة أكثر من شهرين، قبل أن يتم التعاقد مع مدرب المنتخب الليبي، عادل عمروش، وكان مشوار الفريق متذبذبا للغاية حيث حقق 6 انتصارات، 6 تعادلات و 4 هزائم، وكانت الهزيمة على أرضه أمام شبيبة القبائل بخماسية نظيفة نقطة سوداء في المرحلة الأولى من الدوري. الصاعدون مهددون بالعودة إلى القسم الثاني وبالنسبة للأندية التي صعدت هذا الموسم إلى، فقد ظهرت بشكل محتشم، فقد أنهت مولودية بجاية الذهاب في المركز التاسع برصيد 18 نقطة، وتحتل جمعية عين مليلة المركز ال11 برصيد17 نقطة، بينما يتموقع أهلي البرج في المرتبة ال13 برصيد 15نقطة فقط، ويجمع هذه الأندية قاسم مشترك واحد وهي أنها مهددة بالعودة إل المحترف الثاني إذا استمرت نتائجها في المرحلة الثانية على النحو الذي سارت عليه في المرحلة الأولى. بلعباس وبلوزداد يغرقان ولم يسلم اتحاد بلعباس بطل كأس الجزائر الموسم الماضي من شبح غياب النتائج، وتطلب الأمر تغييرات على الجهاز الفني الذي عرف رحيل التونسي معز بوعكاز وقدوم الجزائري يوسف بوزيدي، الذي حقق 7 نقاط من أصل 12 ممكنة في أربع مباريات، وصنع الفريق العريق شباب بلوزداد الحدث لكن بشكل عكسي، حيث يتذيل جدول الترتيب برصيد 10 نقاط فقط، في موسم يبدو صعبا للغاية، وبدأ المسابقة بخسارته على البساط أمام جمعية عين مليلة، بسبب مشاكل إدارية ومالية وتسيير عشوائي، كما تم خصم 3 نقاط من رصيده لذات الأسباب. إقالة المدربين.. بوغرارة أولهم والطاوسي ليس الأخير كانت حصيلة المدربين الذين تمت إقالتهم في مرحلة العودة قد وصلت الى الرقم 15 مدربا، حيث تفشت ظاهرة انعدام الاستقرار داخل الأندية، إذ يكاد لا يمر أسبوع من دون الإطاحة بمدرب، سواء بسبب سوء النتائج أو مطالبة الجمهور بإبعاده عن الفريق، ويبقى المدرب كبش الفداء، والحقيقة أن الاستقرار الفني له أبعاده الاستراتيجية والفعالة على مستوى الفريق وأداء لاعبيه. إن مشكلة اقالة المدربين أصبحت ظاهرة خطيرة وصعوبات كبرى تعانيها الأندية على مستوى الاستقرار الفني والإداري، ويتساءل الشارع الكروي في هذا الصدد عن المعايير التي تم من خلالها انتداب المدربين واختيارهم من قبل اللجان الفنية في الأندية، وهو ما يكشف عن تخبط إداري وانعدام رؤية واضحة على مستوى خطط العمل المستقبلية. مسلسل الإستقالات والإقالات طال عدة مدربي آخرين لم يكونوا حتى متواجدين مع فرقهم الموسم الفارط، على غرار سعيد حموش في أولمبي المدية ولخضر عجالي مع جمعية عين مليلة ومعز بوعكاز مع اتحاد بلعباس وألان ميشال مع مولودية بجاية والمغربي بادو الزاكي مع مولودية وهران والإسباني خوزي ماريا مع أهلي البرج، دون الحديث عن شباب بلوزداد الذي استهلك عدة مدربين قبل وبعد بداية الموسم، في صورة بوغرارة وروابح والشريف الوزاني وحاليا لطفي عمروش، في حين لا يعرف كيف ستتعامل الرابطة المحترفة لكرة القدم مع دفاع تاجنانت، الذي استهلك إجازتي المدرب القانونيتين في موسم واحد، الأولى لحمادي الدو والثانية لكمال بوهلال، في وقت عين فيه اليامين بوغرارة مدربا جديدا. وكانت آخر الضربات التي تلقاها المدربون في دوري المحترفين الجزائري متوالية، حيث كان المدرب التونسي لدفاع تاجنانت، حمادي الدو، أول الضحايا بعد إقالته من الفريق لسوء النتائج، ثم تبعه مدرب مولودية الجزائر، الفرنسي برنار كازوني، قبل أن يرمي مدرب نصر حسين داي، بلال دزيري، المنشفة 48 ساعة فقط قبل استقالة عبد القادر عمراني من تدريب شباب قسنطينة، بعد أن كان قاد الفريق إلى انجاز تاريخي الموسم الفارط من خلال التتويج بلقب البطولة الوطنية لأول مرة في تاريخه، وكان المدرب المعربي رشيد الطاوسي آخر الضحايا بعدما فك الرباط وديا مع ادارة وفاق سطيف، واشتركت الأسماء المذكورة في نقطة تراجع النتائج وسلبيتها، لكن بدرجة أقل بالنسبة لدزيري الذي استقال لأسباب غير فنية بنسبة كبيرة، وهو الذي لم ينهزم إلا في أربع مباريات من أصل 30 أشرف خلالها على النصرية. وفي ظل هذا "العبث" الحاصل في الأندية الجزائرية التي تستبدل المدربين مثل استبدال أحدهم لثيابه، فإن الاستثناء في "الإستقرار" يبقى يصنعه المدرب نبيل نغيز مع فريق شبيبة الساورة الذي يحتل المركز الرابع برصيد 15 نقطة، حيث يقوده للموسم الثاني على التوالي. أرقام من مرحلة الذهاب 243 هدف في 119 مباراة وخلال المرحلة الأولى من البطولة جرت لحد الآن 119 مباراة سجلت فيها 233 هدفا، وسيطر اتحاد العاصمة على كل الأرقام والإحصائيات تقريبا، حيث يعد أفضل هجوم برصيد 27 هدفا مقابل تلقي شباكه 11 هدفا ويعد ثالث أفضل خط دفاع. أحسن دفاع لشبيبة الساورة يعد أضعف هجوم في الدوري من نصيب جمعية عين مليلة برصيد 8 أهداف فقط، ويعود أحسن خط دفاع لفريق شبيبة الساورة الذي تلقى 6 أهداف فقط، بينما يعود أضعف دفاع لفريق مولودية بجاية الذي تلقت شباكه 23 هدفا كاملا. سوسطارة صاحب أكبر عدد من الانتصارات ويعد اتحاد العاصمة أيضا أفضل فريق من حيث الرصيد النقطي ب 33 نقطة وبفارق 7 نقاط كاملة عن أقرب ملاحقيه الشبيبة القبائلية، ومن ناحية أكثر الأندية تحقيقا للفوز تصدر الاتحاد اللائحة أيضا برصيد 10 انتصارات مقابل 3 تعادلات وخسارة وحيدة، أمام الأندية التي حققت أقل انتصارات فهناك 6 أندية وهي التي تحتل المراكز الأخيرة في جدول الترتيب. شباب بلوزداد أكثر الخاسرين أما الفريق الأكثر خسارة في الدوري فهو شباب بلوزداد برصيد 8 هزائم، مع الإشارة إلى أن الرابطة خصمت منه 3 نقاط مع بداية الموسم الكروي بسبب مشاكل مالية وإدارية، وكان اتحاد العاصمة أيضا أفضل فريق من ناحية فارق في الأهداف بزائد 16 هدفا، بينما كان اتحاد بلعباس الأسوأ بناقص 9 أهداف. الجولة الخامسة الأكثر تهديفا وكانت الجولة الخامسة من الرابطة المحترفة الأولى أكثر تسجيلا للأهداف بواقع 27 هدفا، فيما كانت الجولة ال11 الأضعف، ونال لقب هداف المرحة الأولى من الدوري، اللاعب الشاب لنادي بارادو زكريا نعيجي برصيد 11 هداف. اتحاد العاصمة الأكثر فوزا أكبر عدد من الانتصارات كان من نصيب اتحاد الجزائر ب10 انتصارات، في انتظار تنشيط اللقاء المتأخر ضد وفاق سطيف يوم غد الخميس، يليه شبيبة القبائل ب7 انتصارات. قسنطينة و اتحاد الجزائر دون انهزام داخل القواعد فريقان لم ينهزما فوق ميدانهما، ويتعلق الأمر بشباب قسنطينة الذي لم ينهزم لكنه أرغم على التعادل في عدة مناسبات، كما لم يخسر اتحاد الجزائر أمام جمهوره، في انتظار اللقاء المتأخر أمام وفاق سطيف
