شهدت مقبرة «فالمسكورت» بعنابة في الساعات الأولى من صبيحة أمس كارثة حقيقية حيث قام المقاول الذي يملك ترقية عقارية على بعد أمتار قليلة من المقبرة بتوسعة الأشغال وهو ما تسبب في انهيار جزئي في المقبرة وانهيار أزيد من 40 قبرا وظهور حتى عظام الموتى وهو ما أثار حفيظة السكان وعائلات الموتى واستنكروا هذه الحادثة التي اعتبروها بمثابة اعتداء صارخ على حرمة الأموات، وحسب ما كشفته بعض العائلات فالحادثة وقعت أمس على حوالي الواحدة صباحا حيث سمعوا صوت دوي انهيار الجزئي للمقبرة، وتوجه صبيحة أمس المئات من الأشخاص إلى عين المكان أين عبروا عن تذمرهم وسخطهم الشديد من المقاول وأكدوا أن الحادثة التي وقعت خطيرة جدا وتستدعي اتخاذ إجراءات ردعية في أسرع وقت ممكن، من جهة أخرى أكد آخرون ل «آخر ساعة» أنهم سبق وأن راسلوا الجهات المعنية ودقوا ناقوس الخطر خاصة أن المقاول لم يحترم المساحات القانونية اللازمة بين مشروعه والمقبرة، وما زاد من غضب السكان هو تواجد هذا المشروع بالقرب من خزان المياه الذي يزود حي «فالمسكورت» بالمياه الصالحة للشرب، وتساءل الكثيرون عن كيفية حصول المقاول على رخصة البناء في هذه المنطقة التي تتواجد بمحاذاة مقبرة وبالقرب من خزان مياه ضخم، وقد توجهت مصالح الأمن ومصالح الحماية المدنية إلى المقبرة أين شرعت هذه الأخيرة مباشرة في وضع شريط لاصق على الأماكن المعرضة للانهيار بمحاذاة القبور التي سقطت، وتنقل والي ولاية عنابة توفيق مزهود ورئيس بلدية عنابة فريد مرابط ورئيس أمن ولاية عنابة إبراهيم عقون إلى المقبرة من أجل معاينة «الكارثة» التي وقعت حيث صدم الوالي بعد أن شاهد انهيار القبور وغضب كثيرا وتوعد بالقيام بالإجراءات القانونية اللازمة، كما استمع لشكاوي السكان الذين أكدوا له أنهم يرفضون رفضا باتا التخلص من خزان المياه وطمأنهم الوالي في هذا الشأن وأكد لهم أنه لن يلمسه أي شخص. حصول المرقي العقاري على رخصة بناء أمام مقبرة وخزان مياه يطرح نقاط الاستفهام تساءلت عائلات الموتى عن كيفية منح رخصة البناء للمقاول رغم أن القطعة الأرضية تتواجد بالقرب من مقبرة وخزان مياه ضخم، ويوجد العديد من الترقيات العقارية في منطقة «فالمسكورت» وسيدي عيسى التي تطرح العديد من نقاط الاستفهام وسبق وأن وقع حادث انهيار الطريق في عهدة الوالي السابق المرحوم منيب صنديد إلا أن المشاريع تواصلت وتكاثرت كالفطريات رغم أن العام والخاص في عنابة يعلم أن هذه المنطقة تعاني من انهيار التربة وحتى جدران الأمان لا ينفع لتفادي وقوع الانهيارات. «مير» عنابة يؤكد تخلص البلدية من الركام في مقبرة سيدي عيسى كشفت «آخر ساعة» أن حادثة انهيار القبور في مقبرة «فالماسكورت» تعتبر ثاني اعتداء على حرمات الموتى في أقل من أسبوع بعد حادثة رمي الركام بالقرب من مقبرة سيدي عيسى، فأجاب عوضا عن الوالي رئيس بلدية عنابة فريد مرابط وأكد أن مصالحه قامت بالتخلص من هذا الركام وهو ما تتمناه عائلات الموتى الذين غضبوا كثيرا عند اكتشافه لهذه الحادثة. والي عنابة: «سنلجأ إلى العدالة..شكلنا خلية أزمة وسنضع حدا نهائيا لهذه التصرفات» كشف والي ولاية عنابة توفيق مزهود بعد معاينته للقبور في حديثه عن الإجراءات التي ستقوم بها السلطات فقال:» معايير التعمير لم يتم احترامها تماما والقضاء هو الذي سيحدد من يتحملون مسؤولية هذه الحادثة مع العلم أن المرقي العقاري حصل على رخصة البناء سنة 2013، اعتبر ما حدث بمثابة «نبش للقبور» ولا أحد يملك الحق في التعدي على حرمة الموتى حتى لو كان يملك رخصة البناء لأنه يوجد معايير أخلاقية وأدبية، سنلجأ إلى العدالة وسنتابع القضية حتى من الجانب الجزائي، وبصفتي المسؤول الأول عن الولاية لن أتسامح مع مثل هذه التصرفات ويجب وضع حد نهائي لها لأنه تم تجاوز الحدود والخطوط الحمراء، لقد تم تكوين خلية أزمة وسنقوم بإعادة القبور إلى مكانها وسنتكفل بالأضرار التي وقعت لكن سنتابع صاحب المقاولة بالطرق القانونية لكي يدفع ثمن هذه الأضرار لأنه المسؤول عن الحادثة ونعتذر من عائلات الموتى كثيرا».