تنفس فلاحو الولايات الشرقية الصعداء بالتساقط المبكر للأمطار هذه السنة، مستبشرين خيرا بها سيما وإنهم كانوا ينتظروها للشروع في حملة الحرث بعد انتهاء فصل الصيف.عبر عدد من فلاحي عنابة والطارف ل آخر ساعة خلال اتصالها بهم عن فرحتهم بسقوط الزخات الأولى للأمطار متمنين أن يتواصل نزولها لتسهيل عليهم عملية الحرث ومعالجة أراضيهم،وذلك من أجل غرسها خضروات موسمية على غرار البزلاء، الفاصوليا بأنواعها، البصل، البطاطا،البسباس وغيرها من الخضروات التي تنتج في فصل الشتاء،ناهيك عن تهيئة منتجو الحبوب أراضيهم وتحضيرها إلى غاية وصول موسم البذر أين تجدهم يزرعونها قمحا وشعيرا وعدسا…،حيث تحتاج هذه الحبوب إلى كميات من الأمطار لنموها بعد بذرها، هذا وأضافوا أن الخضروات التي يقومون بغرسها هي الأخرى تكون بحاجة ماسة إلى المياه خاصة في المناطق التي يسجل بها نقص في مياه السقي الزراعي أين تجد الفلاح يستعمل مختلف الطرق لتوفير المياه لري محاصيله الزراعية على غرار نقل المياه من منطقة إلى أخرى عن طريق الصهاريج أو عن طريق حفر الآبار وهو ما يكلفهم مبالغ مالية إضافية كانوا في غنى عنها، فبهطول الإمطار يكون الفلاحون قد وفروا على أنفسهم عناء السقي الزراعي،وتجدر الإشارة إلى أن الموسم الفلاحي المنصرم كان صعبا جدا على فلاحو الولايات الشرقية الذين تكبد أغلبهم خسائر مادية فادحة خاصة منهم من ينتجون الخضروات ،وذلك بسبب سوء انتشار للأمراض الفطرية الناتجة عن التقلبات الجوية، وغلاء تكاليف الإنتاج واليد العاملة ، إضافة الى مايعرفه السوق من اضطرابات في ارتفاع وانخفاض الأسعار التي يتحكم فيها ثلة من التجار والمضاربين، كل هذه الأسباب حالت دون تحقيق الفلاح لهامش ربح محترم، ليبقى هذا الاخير يأمل في التدخل العاجل للدولة لدعمه لمواصله نشاطه الزراعي.