قرر نشطاء الحراك الشعبي السلمي لأول مرة منذ انطلاق الهبة الشعبية في الجزائر بتاريخ 22 فيفري 2019، تعليق مسيراتهم الشعبية بشكل مؤقت تخوفا من إنتشار فيروس كورونا الخطير، في استجابة منهم للأصوات الداعية الى توقيف المظاهرات والتجمعات التي تزيد من نسبة الإصابة بهذا الوباء العالمي القاتل، لاسيما بعد أن تصاعدت حالات الاصابة والوفاة به بالجزائر والعالم أجمع. سارة شرقي عقب إرتفاع حالات الإصابة بفيرس كورونا إلى 60 حالة وتسجيل4 وفيات بالجزائر حسب اخر احصائيات لوزارة الصحة، وتجاوز عدد الاصابات به الى أكثر من 175 ألف الى جانب هلاك أكثر من 6 ألاف شخص في مختلف دول العالم، ازدادت مخاوف الجزائريين من إنتشار كوفيد19 أو مايعرف بالعدو غير المرئي، ما أدى بعدد من الشخصيات الوطنية نشطاء سياسيين، أطباء وصيادلة إلى اطلاق دعوة لتوقيف الحراك الشعبي السلمي بشكل مؤقت لمنع انتشارالقاتل المجهول الذي أجبر دولا عدة على تعليق رحلاتها، إغلاق حدودها، مدارسها وجامعاتها وتأجيل كافة الفعاليات والأنشطة وغلق كل المساجد ودور العبادة، مشددين على ضرورة تغليب مصلحة البلاد وصحة المواطن على اعتبار أن الحراك في جوهره يهدف الى الحفاظ على الوطن والمواطنين.وفي هذا السياق أعلن أعضاء من التجمع الطلابي في بيان لهم تسلمت اخر ساعة نسخة منه، تعليق مشاركتهم في المسيرات الشعبية مؤقتا بسبب الانتشار الواسع للوباء القاتل في ظل المنظومة الصحية الضعيفة في البلاد، مؤكدين بأنهم سيساهمون في الحملة التحسيسية ضد مخاطر كورونا.وجاء في البيان، أنه «في ظل الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد والعالم عقب تفشي فيروس كورونا وحتى لايكون الحراك الشعبي عاملا مشاركا في انتشار هذا الفيروس ولكي لاتستعمله السلطة كذريعة لتبرير فشلها في احتواء الوباء بعد عدم اتخاذها الاجراءات الازمة في وقتها، وفشله في التكفل بالمصابين وتخوفا من تأزيم الوضع بالنظر لضعف النظام الصحي فإننا نعلن تعليق مشاركتنا في المسيرات الشعبية مؤقتا»، داعيين المواطنين الى اتخاذ كافة الاجراءات الوقائية والالتزام بالحيطة والحذر.وفي سياق ذي صلة، دعت حركة مجتمع السلم الى اعتبار انتشار فيروس كورونا خطر حقيقي يهدد صحة المواطنين والبلاد، مشددة على ضرورة تحاشي التجمعات واعتبار خطوة تعليق الحراك الشعبي خطوة مسؤولة تزيد من مصداقية الحراكيين وتجعل النضال أكثر فاعلية.بدوره قال رئيس حزب جيل «جديد سفيان جيلالي» أنه من الضروري حماية صحة المواطنين من فيروس كورنا الخطير، مؤكدا بأن تأثيرته على الجزائر قد تكون وخيمة الامر الذي يستوجب تفادي التجمعات والاحتجاجات حسبه.كما دعا الوزير والدبلوماسي الأسبق «عبد العزيز رحابي» الى توقيف المسيرات بشكل مؤقت بسبب فيروس كورونا لما يشكله من أخطار على الصحة العامة، مشيرا بأن الجزائر تعيش حالة طوارء صحية غير معلنة فرضتها خطورة هذا الوباء وهشاشة المنظومة الصحية، الامر الذي يتطلب تجنب التجمعات والاحتجاجات لحماية البلاد والعباد من أخطار الوباء القاتل.