أكد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، امس بالجزائر العاصمة، على ضرورة وجود "إجماع وطني" حول السياسة الخارجية للبلاد. وقال بوقدوم خلال جلسة عمل مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية للمجلس الشعبي الوطني برئاسة رئيس اللجنة عبد القادر عبد اللاوي, أن "قطاعي السياسة الخارجية والدفاع الوطني لابد أن يكونا محل إجماع داخل الوطن", مضيفا أنه "لا يمكن أن تكون هناك خلافات حول هذين القطاعين اللذين هما من صلاحيات رئيس الجمهورية, كما هو معمول به في العالم". وشدد الوزير على أن "قيادة السياسة الخارجية تحظى باهتمام بالغ ضمن البرنامج الشامل للتجديد الوطني وبناء الجزائر الجديدة"، وذلك من خلال "إعطاء الجزائر المكانة اللائقة بها في إطار المبادئ المعروفة للدبلوماسية الجزائرية". وذكر بهذه المبادئ المتمثلة في "احترام سيادة الدول واستقلالها وسلامتها الترابية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام قواعد حسن الجوار والتسوية السلمية للنزاعات ونصرة القضايا العادلة". وأضاف بوقدوم أنه يتم "تكييف العمل الدبلوماسي ضمن ثلاثية: السيادة، الأمن والتنمية"، وذلك بشكل يضمن "الدفاع عن المصالح العليا للأمة والحفاظ على الأمن الوطني وتحقيق استقلال القرار السيادي, مع الاستغلال الأمثل لفرص الشراكة والتعاون في سبيل خدمة التنمية". بدوره أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية للمجلس الشعبي الوطني, عبد القادر عبد اللاوي، أن اعتداء الإعلام الفرنسي العمومي على سيادة الجزائر "لا يمت بأي صلة لحرية التعبير". وقال عبد اللاوي في كلمة له خلال جلسة عمل جمعت أعضاء اللجنة التي يرأسها مع كل من وزير الشؤون الخارجية, صبري بوقادوم, وكاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية والكفاءات بالخارج, رشيد بلادهان, أن "البرلمانيين الجزائريين يرون أن تواتر الاعتداء الاعلامي من طرف المؤسسات الإعلامية العمومية الفرنسية لا يمت بأي صلة لحرية التعبير أو حق إثبات رأي في المجال العمومي". وأضاف أنه "عندما تنخرط جهات إعلامية عمومية فرنسية في حملة متواترة على سيادة بلدنا، فهذا يقتضي ليس فقط من البرلمان، بل من كل جزائري أن يعبر عن سخطه واستنكاره ورفضه". واعتبر رئيس اللجنة أن "عقد التاريخ قد تعمي قلوب البعض وأوجاع الهزائم قد تعمق الضغينة بين الشعوب، إنما جرائم التاريخ ضد الإنسانية لا تتقادم وستنقل لا ريب إلى الأجيال وستعرف أجيال فرنسا ماذا فعل أجدادهم بالشعب الجزائري"، موضحا أنه هذا "رهان آخر له أهله وظروفه ومخارجه التي تتلخص في بزوغ شمس الحقيقة کامتداد لشمس نوفمبر". وفي هذا الإطار, دعا البرلماني "الجانب الآخر" إلى الحفاظ على "المعابر بين الشعوب" من خلال "التحكم في لسانه وفي خدمه الإعلامي ومرتزقته", مستطردا بالقول: "إن كانت العلاقة بين الشعوب قد تخترقها بعض التوترات, فإن العلاقة بين الدول مقننة سياسيا وفق معاهدات ونظم حاضنتها مؤسسات دولية". وخاطب رئيس اللجنة -باسم البرلمانيين الجزائريين-, الجهات التي "كوتها الخسارات في العلاقات الدولية حاليا", داعيا إياها إلى "البحث عن مخارج حروب بعيدا عن الجزائر ".