أكد وزير الشؤون الخارجية ، صبري بوقادوم ، يوم الاثنين، على المبادئ المعروفة التي تعمل في إطارها الدبلوماسية الجزائرية والمتمثلة أساسا في احترام سيادة الدول واستقلالها وسلامتها الترابية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية مع احترام قواعد حسن الجوار، مبرزا الأهمية الخاصة التي توليها لإفريقيا لاسيما منطقة الساحل ولمحيطها المباشر. فقد تناول السيد بوقادوم ، في كلمة اليوم خلال لقاء تشاوري بالمجلس الشعبي الوطني، موقف الجزائر وعمل دبلوماسيتها إزاء عدد من القضايا الراهنة من بينها القضية الصحراوية والوضع في ليبيا والقضية الفلسطينية ، مؤكدا أن الدبلوماسية الجزائرية تعمل ضمن عدة محاور لتجسيد هذه التوجهات الكبرى مع إيلاء أهمية خاصة لإفريقيا ولاسيما الساحل ولمحيطها المباشر (المغرب ، المتوسط ، الصحراء الغربية، أوروبا والعالم العربي). وفي هذا الشأن، جدد وزير الشؤون الخارجية دعم الجزائر لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ودعوتها إلى الإسراع في تعيين مبعوث شخصي جديد للامين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية . وقال في هذا الصدد أن "الجزائر تواصل جهودها في تحسيس المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن بأهمية معالجة هذه القضية التي طال أمدها بالجدية والمسؤولية اللازمتين في ضوء قرارات الشرعية الدولية والعقيدة الاممية في مجال تصفية الاستعمار". أما فيما يخص الشأن الليبي، قال السيد بوقادوم انه "رغم التطورات الميدانية الخطرة التي يعيشها هذا البلد إلا أن الجزائر لا زالت تواصل جهودها من أجل تخفيف حدة التوتر وإقناع مختلف الأطراف المعنية بأهمية مواصلة مسار الحل السياسي وتساعدها على ذلك الثقة الكبيرة التي تحوزها من قبل مختلف الاطراف الليبية" . وستواصل الجزائر - يضيف السيد بوقادوم - اتصالاتها وجهودها بشكل متصاعد بالتوازي مع تحسن الظروف الصحية الدولية من أجل تشجيع الليبيين على الرجوع إلى طاولة المفاوضات، وتنظر في هذا الصدد باهتمام لمختلف المبادرات الليبية الرامية إلى تفعيل المسار السياسي . وحول القضية الفلسطينية، أكد رئيس الديبلوماسية أن الجزائر تواصل التأكيد بشكل مستمر على دعم حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية ورفض سياسة الامر الواقع جملة وتفصيلا. بالموازاة مع ذلك ، وحسب ما أكد عليه السيد صبري بوقادوم، فان الدبلوماسية الجزائرية "تولي اهتماما كبيرا لترقية حركيات التعاون والشراكة والاندماج في كل الفضاءات التي تنتمي إليها حيث تعمل على ترقية الاندماج الإفريقي عبر تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وتعزيز التعاون في الاطار المغاربي والعربي والإسلامي كما تواصل تعاونها ضمن مختلف الاطر المتوسطية". كما تتبنى الدبلوماسية الجزائرية - يضيف السيد بوقادوم - " سياسة متوازنة وبراغماتية في تعزيز علاقاتها مع مختلف الشركاء دون استثناء ضمن مقاربة (رابح -رابح) القائمة على الاحترام المتبادل والندية في التعامل وتوازن المصالح وذلك بما يسمح بتعظيم فرصة الشراكة الاقتصادية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية والترويج للصادرات الجزائرية وترقية الجزائر كوجهة سياحية بالتعاون مع مختلف القطاعات المعنية . وفي جانب أخر، شدد وزير الشؤون الخارجية على أن الجهاز الدبلوماسي والقنصلي يولي عناية خاصة للجالية الجزائرية والكفاءات الوطنية بالخارج . ونظمت لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية للمجلس الشعبي الوطني بمقر المجلس وبرئاسة رئيسها عبد القادر عبد اللاوي لقاء جمعها بوزير الخارجية صبري بوقادوم وبكاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية والكفاءات بالخارج رشيد بلادهان لمناقشة القضايا الراهنة . كم حضرت الجلسة الوزيرة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان. للاشارة استهل اللقاء بقراءة الفاتحة على روح شهداء ثورة التحرير الابرار وضحايا جائحة فيروس كورونا المستجد. ويعد هذا اللقاء الاول من نوعه في ترحاب المجلس الشعبي الوطني وعهدته ، حسبما أكد عليه السيد عبد القادر عبد اللاوي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية للمجلس الشعبي الوطني في كلمته الافتتاحية. وثمن السيد عبد اللاوي في البداية ، استحداث رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لكتابة للدولة تعني بقضايا الجالية وكذا بالكفاءات الوطنية . وقال أن هذا اللقاء "سيفتح بلا شك شهية البرلمانيين من اجل التحاور حول ملفات حيوية أنية وهو خطوة هامة توضح معالم الجزائر الجديدة والعلاقة التي بنبغي ان تكون قائمة بين السلطيتين الشريعية والتنفيذية ".