أقدمت مؤسسة “سومياس” للصيانة الصناعية بولاية عنابة على تسريح 165 عاملا وذلك بحجة معاناتها من أزمة مالية نتيجة عدم حصولها على مستحقاتها من مؤسسة “فرتيال” التي تعتبرها من شركائها الرئيسيين.تفاجئ 165 عاملا في مؤسسة “سومياس” (120 في عنابة و45 في وهران) بإقدام هذه الأخيرة على تسريحهم مطلع الشهر الجاري ليجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها في بطالة دون أن يتمكنوا من مقاومة القرار الذي اتخذته المؤسسة باعتبار أنهم يعملون في إطار عقود تجدد شهريا، حيث أكد عدد من العمال المسرحون أن أقل واحد فيهم يعملون في إطار هذه العقود منذ سبع سنوات، أما بخصوص التبرير الذي قدمته لهم المؤسسة، فأوضحوا بأنها تحججت بعدم توفرها على السيولة المالية الكافية لتحمل أجورهم وذلك بعد بسبب المستحقات المالية الكبيرة التي لم تدفعها مؤسسة “فرتيال” المختصة في صناعة الأسمدة والتي تعتبر من بين أهم الشركاء لمؤسسة “فرتيال”، حيث قال أحد العمال المسرحون ل “آخر ساعة”: “العمال الذين تم تسرحون هم عمال الورشات وعملهم يقوم أساسا على الصيانة، الآن وبعد تسريحنا مناصبنا أصبحت شاغرة وهذا ممكن أن يخلق مشكل في “فرتيال” لأنه لا يوجد من يعوضنا في الميدان”، وأضاف: “نريد العودة للعمل ونطالب بتدخل وزارة الصناعة والمناجم والسلطات المحلية للنظر في وضعتنا”، أما نقابة المؤسسة فذكرت ل “آخر ساعة” بأن هناك “عمل ممنهج يهدف إلى غلق الورشات وتسريح العمال تعسفيا عن طريق نشر أخبار غير مؤسسة مفادها أن المؤسسة غير قادرة حاليا على تسديد أجور العمال مع العلم أن هذا القرار خص فقط عمال الورشات، هناك أمور كثيرة تحاك في الخفاء والهدف منها جميعها وقف النشاطات وتسريح العمال”، يقول أحد نقابيي المؤسسة الذي أبدى أيضا تشاؤمه من الوضع في هذه الأخيرة، حيث أوضح بأنه “لا يبشر بالخير وأن المؤسسة في طريقها إلى الزوال” يقول المصدر الذي أشار أيضا إلى أن الشريك الأجنبي في المؤسسة والمتمثل في “وود قروب” الإنجليزي “حطم كل ما بني منذ العديد من السنوات وبتضحيات الجميع” على حد قوله، خصوصا وأن النقابة نظمت شهر مارس الماضي وقفة احتجاجية بحي سيبوس بلدية عنابة للوقوف في وجه ما أسموه محاولة تصفية المؤسسة التي توظف أكثر من 800 عامل عبر الوطن (حوالي 200 منهم بولاية عنابة) من قبل الشريك الأجنبي الذي باعه مجمع “أسميدال” 55 بالمائة من أسهمه في فرع “سومياس” وذلك سنة 2007، ليحتفظ المجمع الجزائري بنسبة 45 بالمائة من الأسهم، حيث رفعوا وقتها عدد من بين الشعارات على غرار “إستراتيجية وود قروب ستؤدي إلى غلق المؤسسة”، “قرارات الشريك الأجنبي تهدد بغلق المؤسسة وتسريح 800 عامل”، “نطالب بتدخل الرئيس تبون لإنقاذ مؤسسة وود قروب سومياس”، “أين هي أسميدال؟”، “أين هي السلطات؟ نطالب بفتح تحقيق”، حيث قالت النقابة بأن الشريك الأجنبي وعدهم عند قدومه بدورات تكوينية وشراء آلات جديدة، لافتين إلى أن ذلك لم يحدث وأن مصير المؤسسة المرتبط أساسا بالمشاريع سواء في الجنوب أو الشمال أصبح على المحك وذلك بعد ظهور بوادر لتصفية المؤسسة بطريقة غير مباشرة، ووفقا للعمال والإطارات الذين تواصلنا معهم فإن المؤشرات الأولى لتصفية المؤسسة بدأت قبل حوالي سنتين عندما حاولت الإدارة غلق الورشات في عنابة بحجة قلة مداخيل هذه الأخيرة –على حد قولهم- غير أن هذا الأمر لم يحدث بسبب الاحتجاجات العمالية التي نفذت وقتها، قبل أن تفاجئهم الإدارة –حسبهم- بقرار التوقف عن الدخول في مناقصات المشاريع بحجة عدم توفر المؤسسة على السيولة المالية اللازمة وهو ما اعتبروه مؤشر واضح لتوجه الإدارة نحو غلق المؤسسة التي تعتبر شركة “فرتيال” من بين شركائها الأساسيين ورغم ذلك فقد قررت إدارة “سومياس” عدم التعامل معها مجددا بحجة أن الشركة المذكورة لم تدفع لهم مستحقاتهم المالية وهو ما سيضع مصير حوالي 150 عامل على المحك، أما بخصوص تبريرات الإدارة لهذه القرارات، فقد أوضح المحتجون بأن رئيس مجلس الإدارة الذي يحمل الجنسية الإنجليزية رفض تقديم لهم إجابات حول هذه القرارات.