لا يكاد يخلو يوم بولاية باتنة دون تسجيل حالات مؤكدة لفيروس كورونا المستجد، وبات المخبرين المتواجدين باقليم الولاية المخصصين لاجراء تحاليل الكشف عن الفيروس يستقبلان يوميا عشرات العينات، لاشخاص ظهرت عليهم اعراض الاصابة بالوباء، بالاضافة الى الذين كانوا على احتكاك واتصال مع مصابين ظهرت نتائج تحاليلهم في وقت سابق ايجابية، الامر الذي يتطلب الخضوع لمثل هذه التحاليل تجنبا لوقوع الاسوأ بخصوص تفشي الفيروس، الذي عرف بولاية باتنة تزايدا مخيفا، سيما بالفترة الممتدة من عيد الفطر المبارك الى يومنا هذا، اذ سجلت المصالح الصحية اكبر عدد اصابات، التي قفزت من أزيد من 150 حالة الى ما يقارب 500 حالة مؤكدة بين المشخصة بالاشعة والسكانير وتلك الخاضعة للتحاليل المخبرية، بسبب تنقلات الاشخاص وزيارات العيد، التي لم يتخذ من خلالها المواطنون ادنى شروط الوقاية والاجراءات اللازمة، واخذوا في زيارة الاقارب والتنقل بين البلديات وحتى خارج الولاية، وهو ما جعل اغلب حالات الوباء المسجلة في الايام الاخيرة مجهولة المصدر.من جهة اخرى فان من المواطنين من يمارسون حياتهم اليومية بصفة عادية، وكلهم يقين بعدم وجود اثر للفيروس، بحجة عدم معرفتهم الشخصية بمصاب فعلي بالوباء، رغم عالميته وانتشاره الرهيب عبر العالم، وباتت شوارع مدينة باتنة في حركة عادية خصوصا خلال الايام الاخيرة، التي غاب عنها الوعي بحجم خطورة الفيروس، في ظل نقص الامكانيات الصحية والتكفل الطبي في حال خروج الوضع عن السيطرة، وهو الامر الذي جعل الاطقم الطبية وشبه الطبية بالمستشفيات، سيما التي تتواجد بها حالات مؤكد اصابتها بالفيروس تصرخ وتستغيث المواطنين المساعدة من خلال التزام البيوت وتطبيق الحجر الصحي تجنبا للاصابة، خصوصا وان المستشفيات باتت تعج بالمصابين على غرار المؤسسة العمومية الاستشفائية بباتنة، التي كانت قد سجلت خلال الايام الماضية رقما في عدد المصابين تجاوز عدد الاسرة التي تحتويها. فلا الكمامات تغلبت على الوباء ولا الحجر الصحي المفروض تمكن من السيطرة على الفيروس وحصره في دائرة ضيقة للقضاء النهائي عليه، حيث اختفت بولاية باتنة، تلك الحملات الكبيرة لتصنيع الكمامات وتوزيعها، سيما تلك التي كانت قد شهدتها في اولى ايام انتشار الوباء، ولم يتبقى سوى منها القليل من الجمعيات والمتطوعين الذين يعملون في ظل نقص الامكانيات المادية من اقمشة وغيرها لتوفير هذه الاخيرة للمواطنين وحتى المؤسسات الصحية والعمومية، هذا الى جانب عدم التزام المواطنين بارتداء الكمامات والاقنعة الواقية، اذ ان اغلب المواطنين بشوارع المدينة تخلو عنها، والملتزمين بارتدائها لا يتلزم البعض منهم بالتدابير الصحية اللازمة وتعليمات ارتدائها، كالمدة الزمنية المخصصة لذلك وعملية التعقيم وغيرها من الامور والمخاطر التي قد تنجر عنها لتصبح بذلك سلبيتها ومضارها اكثر من نفعها. من جهة اخرى فان الالتزام بالحجر الجزئي المفروض على ولاية باتنة على غرار عديد الولايات، لم يطبق بالشكل اللازم، وباتت السهرات السرية تغزو عديد المناطق لشباب لم يبالوا لانتشار الفيروس، متخذين من عديد الاماكن نقاط التقاء لتجاذب اطراف الحديث وقضاء السهرات الصيفية في اجواء لا يخيم عليها انتشار كورونا الوباء العالمي الذي يأمل كل متقين بوجوده زواله ورجوع الامور الى طبيعتها لممارسة الحياة بصورة عادية.