يقترب والى غاية أمس الجمعة عداد اصابات كوفيد 19 بولاية باتنة من عتبة ال 800 حالة منها المؤكدة عن طريق السكانير والأشعة والتي تم تشخيصها بالتحاليل المخبرية، حيث بلغ عدد الإصابات ازيد من 784 حالة، توزعت عبر عديد مناطق الولاية، إذ أصبحت أغلب مستشفيات الولاية ممتلئة عن أخرها، على غرار مستشفى عاصمة الولاية وكذا مستشفى سليمان عميرات ببريكة وعلي النمر بمروانة، التي تعتبر بؤر وباء حقيقية، أمام الأصابات المؤكدة والحالات المشتبه في إصابتها التي تستقبل يوميا من طرف الاطقم الطبية المرابطة بمختلف المؤسسات الصحية المنتشرة بالولاية. الامر الذي جعل عمال قطاع الصحة بباتنة يجددون في كل مرة نداءاتهم للمواطنين لإحترام اجراءات التباعد الاجتماعي وخاصة ارتداء الكمامات الواقية لتفادي عدوى الوباء خصوصا في ظل التزايد المستمر لحالات الاصابة بالفيروس خلال الأسابيع الأخيرة تزامنا وإجراءات تخفيف الحجر ولا مبالاة المواطنين الذين غاب عنهم الوعي مساهمين من خلال ذلك في انتشار الوباء وتوفير الأرضية الملائمة له في المكوث والتكاثر. مستشفيات باتنة باتت عاجزة عن احتواء الوضع، الأمر الذي دفع بأطقهما الطبية إلى صرف عدد من المرضى قبل التماثل للشفاء، حيث يمكث المريض لمدة لا تقل عن الثلاثة أيام لتلقي العلاج بواسطة الكلوروكين، قبل أن يضطر نصح المريض بمتابعة علاجه بالبيت لإخلاء الأسرة وتركها للحالات الجديدة منها والأخرى المستعصية التي تتطلب المتابعة الطبية، وبات خروج المريض من المستشفى يسبق خروج الفيروس من جسده، وهو الأمر الذي قد يساهم في انتشار الوباء بصورة أكثر إذا ما تم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة من طرف المريض تجاه افراد عائلته، أمام التزايد المستمر للحالات المصابة ما خلق ضغطا رهيبا بالمستشفيات من جهة خاصة بعاصمة الولاية، وكذا على مخبري إجراء التحاليل للكشف عن الفيروس من جهة أخرى، حيث لم يعد هذين المخبرين قادرين على استيعاب العدد الكبير من العينات الواردة اليهما يوميا، لعديد الحالات التي ظهرت عليها الاعراض للتأكد من الاصابة من عدمها، أو بالنسبة للحالات المتواجدة بالمستشفيات في إعادة للتحاليل للتأكد من مغادرة الفيروس جسدهم، هذا ناهيك عن عينات لعديد الوفيات، إذ ينتظر عدد من الموتى بمصلحة حفظ الجثث بمستشفى باتنة الجامعي ظهور نتائج التحاليل الخاصة بالكشف عن الإصابة بفيروس كورونا لغرض الدفن، حيث يمكث العديد منهم لمدة تزيد عن اليومين قبل تسليم الجثة لذوي المتوفي، وذلك تخوفا من الإصابة بفيروس كوفيد 19، فرغم أن أغلب الموتى المتواجدين بالمستشفى لم تظهر عليهم أعراض الوباء، ومعاناتهم من امراض مزمنة تعد السبب الرئيس في الوفاة، إلا أن الإجراءات الاحترازية تطلبت اخضاعهم للتحاليل الطبية، بهدف إجراءات الدفن، بين الطريقة العادية بالنسبة للأشخاص الذين ظهرت نتائج التحاليل الخاصة بهم سلبية، وبين طريقة دفن مصابي كورونا بالنسبة للذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، وفي مقابل ذلك فان الضغط الرهيب الذي يشهده المخبران المتعمدان للكشف عن الاصابة بفيروس كورونا حالا دون التمكن من إجراء التحاليل على العينات الواردة في أوانها، خصوصا أمام موجة جديدة للوباء التي اجتاحت ولاية باتنة وجعلت أرقام المصابين تتضاعف لمرات. وبارتفاع عدد الإصابات بالوباء العالمي المستجد ارتفعت معه حالات الوفاة المسجلة بالولاية إلى 42 حالة وفاة، في وقت تماثل فيه للشفاء 564 شخصا غادروا المستشفيات. هذا وقد تعالت بولاية باتنة نداءات من طرف المواطنين لأجل فتح تحقيق للكشف عن الواقفين وراء نشر إشاعات عدم وجود كورونا، رغم أن الواقع يثبت كارثية الوضع وبلوغه اقصاه، أمام مرضى يعانون، وأطباء يستغيثون ومنهم من أصيب بالوباء أثناء تأدية مهامه، ففي الوقت الذي تدعو مختلف الجهات اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة فإن من بين الأشخاص من يبحث عن أشخاص أصيبوا بالفيروس لتصديق وجوده الفعلي رغم الأرقام العالمية المخيفة المسجلة يوميا، وبات المواطنون يمارسون حياتهم بصفة عادية غير ابهين بالوضع الذي قد يخرج عن السيطرة في أية لحظة أمام المنظومة الصحية غير القادرة على احتواء الوضع في حال احتدم الفيروس واخذ في الانتشار أكثر، ليبقى بذلك المواطن المسؤول الأول والرئيس في مجابهة الوباء من خلال احترامه قواعد الحجر الصحي وتدابير الوقاية من تباعد جسدي وارتداء الكمامات والأقنعة الواقية، هذا في الوقت الذي قد يجر الوضع الحالي لانتشار الوباء ولاية باتنة نحو حجر كلي وهو مطلب عديد من الواعين بمدى خطورة الوضع.