يمر خير الدين زطشي، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بفترة عصيبة للغاية، بسبب خلافه الشديد مع مختلف الأطراف الفاعلة في محيط الكرة في الجزائر، ورغم أن الفاعلين والمسيرين للشأن الرياضي في البلاد، غالبا ما نفوا الأخبار التي راجت حول وجود خلاف مع الرجل الأول داخل مبنى دالي ابراهيم، إلا أن نيران الأزمة ظهرت للعلن، وأصبح الكل على يقين بأن أيام زطشي قد باتت معدودة داخل مبنى الاتحادية، ورغم أنه، يعد من مهندسي تتويج المنتخب الجزائري بكأس أمم أفريقيا 2019، إلا أن علاقة زطشي بالسلطات العليا في البلاد مازالت تتسم بالبرودة، خاصة بعد رحيل وزير الشباب والرياضة الأسبق، الهادي ولد علي، وبدا الخلاف جليا وظاهرا، عندما حرصت السلطات الرسمية على تكريم المحاربين بإنجازهم في "الكان"، إلا أنها أقصت زطشي من قائمة المدعوين لحضور الاحتفالية، ليثير الموقف الكثير من التساؤلات وقتها، كما لا يختلف اثنان على أن علاقة مالك نادي بارادو، وعبد الكريم مداور، رئيس الرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم، تدهورت كثيرا في الفترة الماضية، بعد أن كان هذا الأخير واحدا من أكثر المقربين من زطشي مند رئاسته للفاف، ويعد قرار زطشي بإجراء تعديلات جذرية على نظام المنافسة في البطولة، وإلغاء الاحتراف في الدرجة الثانية، دون أخذ موقف الرابطة بعين الاعتبار، السبب الأول والمباشر في انقطاع حبل الود، بين الرجلين، وجاءت خرجة مداور الأخيرة، عندما هاجم المكتب الفيدرالي، وطالبه بضرورة احترام وسماع صوت الرابطة المحترفة، لتؤكد أن التيار قد أصبح لا يمر بين الطرفين، وكان إنجاز المنتخب الجزائري عام 2019، بمثابة الشجرة التي غطت الغابة، حيث أخمد نار الاحتجاجات، وأبعد الأضواء عن معاناة الأندية الجزائرية، التي تعيش أزمات متتالية، منذ عدة مواسم، وتسبب رفض المكتب الفيدرالي، في أخذ موقف الأندية من استكمال الموسم بعين الاعتبار، في تأجج الصراع بين كافة الأطراف، خاصة وأن هيئة زطشي قد سارت منذ البداية عكس التيار، ورفضت كافة محاولات إلغاء البطولة رغم توقفها منذ منتصف شهر مارس الماضي بسبب جائحة كورونا.