تعيش مدينة عنابة أجواء احتفالية كبيرة على غرار باقي ولايات الوطن في حالة استثنائية على خلفية المأساة التي لحقت بتجار سوق الألبسة المستعملة وسوق الحطاب وذلك بمناسبة المولد النبوي الشريف. أين لبست مدينة عنابة حله جديدة بهذه المناسبة الدينية العظيمة ذات الوقع الكبير في نفوس وقلوب الملايين من المسلمين على مختلف أطيافهم، وفي هذا الإطار فقد اتخذت مدينة عنابة زينه على غير العادة إحتفاء بهذه المناسبة الدينية وذلك على جميع المستويات الاجتماعية حيث تسارعت وتيرة النشاط على مستوى العديد من القطاعات التجارية ذات الإقبال الواسع من الجمهور العريض استعدادا للاحتفال بهذه الشعيرة الدينية الكبيرة، حيث شرعت الكثير من العائلات العنابية التي دأبت ومنذ سنين وكتقليد متعارف عليه البدء في اقتناء الكثير من المستلزمات الأساسية تحضيرا لهذه الذكرى العظيمة، والتي لا يخلو بيتا من البيوت العنابية من هذه التدابير الأولية لما توليه من اهتمام منقطع النظير، نظرا لأهمية هذه الذكرى والتي طالما كانت وستبقى ذكرى محمودة في نفوس الجميع لما تحمله من إعجاز ديني وأية من أيات الرحمان رأفة بعباده المخلصين، حيث باشرت جل العائلات العنابية في التحضيرات الأولية من اقتناء أوان جديدة لأعداد أشهى المأكولات وعلى رأسها الشخشوخة والكسكس، حيث غصت معظم المتاجر بأعداد هائلة من الزبائن بهدف التمكن من الحصول على مطالبهم والتي فاقت كل التوقعات، كما وجد الكثير من المواطنين في هذه المناسبة عيدا وعرسا لختان أبنائهم تبركا وتيمنا بحبيب الله، فيما شرعت جل المتاجر المتواجدة على مختلف المقاطعات والشوارع الرئيسية بعرض آخر المنتوجات في هذا المجال من مختلف السلع بهدف الترويج وخاصة وأن المعروف عن أن مثل هذه المناسبات هي أكثر الأيام رواجا ونشاطا تجاريا لهذه السلع حيث يحضى معظم القائمين على هذا الأمر بخصوصية إحتراما وتقديرا للمناسبة، ناهيك عن اقتناء الملابس والثياب الجديدة لغرض بعث الصداقة أو تقديمها إلى مؤسسات الرعاية الاجتماعية فيما شاعت ظاهرة المفرقعات والتي باتت ملازمة لهذا الأمر والتي اتخذ منها العديد من الشبان على اختلاف أعمارهم فرصة كبيرة لخلق أجواء إحتفالية وذلك من خلال تفجير كميات كبيرة من المفرقعات والتي باتت مصدر قلق وهاجسا كبيرا للعديد من المواطنين والهيئات الرسمية لما تحمله من مخاطر على استقرار الأمن العام والصحة وسلامة المواطنين والتي قد تخلف وراءها أثارا جسمانية خطيرة، في الوقت الذي تعمل فيه الدولة على منع استيراد وبيع هذه السلع على الأرصفة أو المتاجرة بها ومن جهة أخرى فقد شرعت أغلبية مساجد عنابة عمليات التحضير لهذه المناسبة الكريمة من خلال عمليات النظافة وحث الجميع على احترام الذكرى والتعامل معها وفق الشروط الإسلامية المنصوص عليها، دون زيادة أو نقصان وذلك من خلال الدروس اليومية المقدمة من طرف أئمة المساجد، فيما شرعت بعض الجمعيات الخيرية والمدنية في جمع التبرعات بهدف منحها للعائلات المعوزة والمؤسسات الخاصة برعاية الأيتام والمحرومين وذوي الدخل الضعيف. بن عامر أحمد