تعرضت المناطق الريفية في أيسلندا لهزات أرضية قوية ناجمة عن بركان أيسلندا الذي أصبح يمثل تهديداً لألوف المسافرين عبر أوروبا في وقت أطلق فيه البركان سحباً متصلة من الرماد في الجو، حيث ألغيت نحو 63 ألف رحلة في المجال الجوي الأوروبي منذ الخميس، حسب منظمة يوروكونترول الأوروبية. وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أن نصف الرحلات المقررة الإثنين إلى أوروبا يمكن أن تتم، فيما دعت الهيئة الرئيسية لشركات الطيران الأوروبية وجمعية إدارة المطارات إلى "إعادة تقييم فوري" للقيود المفروضة على الرحلات إلى أوروبا والتي اعتبرت أنه مبالغ فيها. وتحرك الرماد الناجم عن البركان نحو الجنوب الشرقي باتجاه أوروبا مبتعداً عن العاصمة ريكيافيك وغيرها من المراكز الأخرى الأكثر اكتظاظاً بالسكان، لكنه أرغم المزارعين ومواشيهم على البقاء في المنازل في الوقت الذي خيمت فيه سحابة من الرماد على المناطق المحيطة.وقال الرئيس الأيسلندي أولافور جريمسون في حديث تلفزيوني"إننا نبذل قصارى جهدنا للتأكد من نجاة الريف في هذه المنطقة من هذه الكارثة"، مضيفاً أنه يصعب تقييم تأثير ذلك على السياحة التي خرجت للتو من ركود عميق، ولكن الأحداث التي وقعت في الآونة الأخيرة سلطت الضوء على أيسلندا وأن البلاد ربما تجتذب عدداً أكبر من الزوار.وأوضح أن "ما نشاهده هنا في أيسلندا هو عرض لقوى الطبيعة وأن هذا منظر لا يمكنكم أن تروه في مكان آخر من العالم وهو امتزاج ثورة بركانية وأنهار جليدية".وقال مكتب الأرصاد الجوية في أيسلندا إن الهزات الناجمة عن البركان زادت شدتها وزادت عما كانت عليه قبل يوم، لكن سحابة الرماد المتصاعد من البركان انخفضت إلى ارتفاع يتراوح بين أربعة وخمسة كيلومترات من 11 كيلومتراً عند بداية الثوران في الأسبوع الماضي.من جانبه تحدث إينار كيارتانسون المتخصص في علم الجيولوجيا بمكتب الأرصاد عن وجود إشارات متباينة، حيث توجد بعض الإشارات التي تدل على أن الثوران سيهدأ وأخرى تظهر أنه لا يتراجع، على حد قوله.ومن الإشارات الإيجابية بالنسبة لسكان المنطقة أنه لا يوجد تهديد فوري بمزيد من الدفقات التي يطلقها البركان.ووقعت ثورة البركان تحت نهر إيجافجالاجوكول المتجمد وهو مقصد لهواة المشي على بعد حوالي 120 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة ريكيافيك.ويعتقد كيارتانسون أن البركان أذاب نحو 10 في المئة من نهر الجليد، لكن الذوبان ربما يكون قد تباطأ في الساعات الأخيرة، لكن ذلك لا يعني أن أوروبا سترتاح كثيراً من سحابة الرماد التي تملأ الطبقة العليا من الغلاف الجوي بجزيئات صغيرة من الزجاج والصخور المفتتة التي تهدد محركات الطائرات وهياكلها. ويبلغ سمك نهر الجليد فوق قمة البركان حوالي 200 متر، وهو سمك أقل من كثير من الأنهار الجليدية على قمم براكين أخرى ثارت في العصور الحديثة، ويعني ذلك أن هناك ثلجاً وماء أقل لإخماد الثوران والتدفق الناجم عنه.