تتواصل أجواء الحملة الانتخابية للتشريعيات المقبلة المقررة يوم 12 جوان المقبل وسط أجواء من الفتور العام ما جعل مهمة الأحزاب السياسية والقوائم المستقلة أكثر صعوبة في إقناع الناخبين للتوجه إلى صناديق الاقتراع مع منافسة نحو 1500 قائمة انتخابية على 407 مقاعد في المجلس الشعبي الوطني.وتواجه الانتخابات،مجموعة من التحديات في تزايد المرشحين المستقلين والقوائم المستقلة، بالإضافة إقناع الجزائريين بالإقبال على المشاركة لتجاوز معدلات المشاركة المنخفضة.فيما يرى مؤيدو العملية الانتخابية أن السلطة محقة في الإسراع في خطواتها نحو التغيير عبر الصندوق،باعتباره الخيار الوحيد والأمثل للأزمة. وبغية إقناع الناخبين،بررت عدة أحزاب أسباب مشاركتها مجددا في الانتخابات حيث أكد رئيس جبهة العدالة والتنمية, عبد الله جاب الله, لدى نزوله ضيفا على منتدى يومية "الحوار" أن الشعب هو "صاحب الحق والمصلحة في السلطة وأساس شرعيتها والمراقب لعملها", منبها إلى أن "مقاطعة الانتخابات لعدة سنوات سابقة لم تنفع ولم تؤثر على قرارات السلطة وإنما خدمت النظام الذي كان سائدا آنذاك وأن سياسة الكرسي الشاغر لا تخدم ولا تحمي إلا من هم من وراء البحار". بدوره أكد الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري, بلقاسم ساحلي, من ولاية البليدة, أن حزبه اختار المشاركة في تشريعيات 12 جوان المقبل عن "قناعة", مشيرا إلى أن الاستحقاق المقبل هو "جزء من الحل للازمة التي تعيشها البلاد منذ 2019". ومن البيض, رافع رئيس حركة الإصلاح الوطني, فيلالي غويني من أجل "أولوية تنمية المناطق الحدودية في جنوب الوطن" عبر برامج تهدف إلى "تحسين شروط حياة السكان وتجسيد تنمية اجتماعية واقتصادية في هذه المناطق" التي تتوفر على إمكانيات معتبرة, لاسيما في الفلاحة والسياحة. أما حزب جبهة التحرير الوطني فقد أكد على لسان أمينه العام, أبو الفضل بعجي, من "المغير" أن حزبه "يرفض لعب الأدوار الثانوية" ويعمل على "الحفاظ على موقعه كأول قوة سياسية في البلاد", معتبرا أن مشاركة تشكيلته في تشريعيات 12 جوان القادم "فرصة للحفاظ على مكانة الحزب الذي هو ركيزة الصرح السياسي",والذي سيبقى دائما "حامي الجمهورية" على حد قوله. ومن ميلة, دعا رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية, موسى تواتي, المرأة إلى "اقتحام العمل السياسي والترشح في القوائم الانتخابية عن قناعة", مشيدا بالقوانين الجزائرية التي "شجعت المرأة على إثبات نفسها في جميع المجالات منها الإعلام و التربية والمشاركة السياسية". ومن ولاية باتنة التي نشط بها تجمعا شعبيا, أكد رئيس حزب جيل جديد, سفيان جيلالي, أن معركة تشكيلته السياسية حاليا تتمثل في المساهمة في "بناء فكر ووعي سياسي يتيح للمواطن المشاركة الاستحقاقات المقبلة بمسؤولية وبعمل نضالي".و بالموازاة مع نشاط قادة الأحزاب السياسية, يعكف المترشحون ضمن قوائم مستقلة على شرح برامجهم وأفكارهم, سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو النشاطات الجوارية,حيث أكد المترشح ضمن قائمة "النخبة من أجل التغيير", محمد معمري من ولاية تقرت, على مكانة القطاع الفلاحي في برامج المترشحين, مضيفا أن "العمل سيكون على تطوير قطاع الفلاحة بإيصال الدعم إلى الفلاح الحقيقي وكذا محاربة البيروقراطية وتطوير الفلاحة الصحراوية بالمنطقة وتحقيق الاكتفاء المحلي لتغطية احتياجات السوق الوطنية من المحاصيل الزراعية". من جانبه,اعتبر ممثل القائمة الحرة "الكفاءات الشبانية" من ولاية سيدي بلعباس, ميلود أيوبي, أن برنامج القائمة يرتكز على "الدفع بعجلة التنمية المحلية لتكون بمثابة أحد روافد تطوير الاقتصاد الوطني". من جانبهم, يراهن المترشحون ضمن القائمتين المستقلتين "من أجل ثوابت الأمة" و"شباب النهضة" بتمنراست على دور العنصر البشري في تحقيق التنمية الشاملة وكذا "الاستثمار في العنصر البشري من خلال سن قوانين وإنشاء مؤسسات للتكوين تسمح بترقية أداء العنصر البشري المهيكل ضمن المؤسسات العمومية والخاصة" مثلما أكده الشيخ مناصري عن قائمة "من أجل ثوابت الأمة". أما المترشح عن قائمة "شباب النهضة",خالد بلعور, فقد أبرز ضرورة ايلاء الاهتمام اللازم للشباب,باعتباره "المكون الأبرز لمفهوم العنصر البشري", مشيرا إلى أن أنه في حال فوز المنتمين إلى هذه القائمة سيعملون على "إيجاد آليات عملية وتقنية لتأهيل الشباب ضمن مختلف القطاعات الهامة بغية القيام بالأدوار المنتظرة منهم,خاصة في مجال تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي لهذه الفئة".