مَثَلَت اليوم إحدى أبرز ما بات يعرف بالمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي أمام العدالة للاشتباه في تورطها في قضية مثيرة للجدل بعد مثول عدد آخر منهم في وقت سابق في قضية النصب على الطلبة عبر مواقع التواصل. وتتعلق القضية بشبكة احتيال على الطلاب الراغبين في الدراسة في أوكرانيا وتركيا وروسيا، وسلبهم مبالغ مالية كبيرة. ومثلت نوميديا لزول، أمام القضاء لاستجوابها في القضية، بعد أيام من اختفائها. وكانت المديرية العامة للامن الوطني قد أعلنت أن لزول في حالة فرار، بعد توجيه استدعاءات من قبل الشرطة القضائية لم تستجب لها. وعرضت المديرية العامة للأمن الوطني مشاهد من "اعترافات" لمتهمين في القضية، بينهم متهمون باستغلال شهرتهم للدعاية والإعلان لصالح شركة تتحايل على الطلاب عبر إغرائهم بالتسجيل في جامعات في الخارج والدراسة فيها. ومن بين المتهمين الشاب فاروق بوجملين، المعروف باسم "ريفكا"، ومحمد أبركان المعروف باسم "ستانلي"، بالإضافة إلى المتهم الرئيسي، أسامة رزيق. وقال من يعرف ب" ريفكا" في "اعترافاته" إنه تسلّم مبالغ مالية من مدير الشركة الوهمية، ونفّذ إعلانات لصالح عروض الدراسة التي تقدمها الشركة، لكنه اكتشف لاحقاً أن عدداً من الطلبة تعرض للتحايل، ما دفعه إلى محاولة استدراك الأمر. وقال مدير الشركة الوهمية إنه "سلّم" مبالغ مالية إلى هؤلاء المؤثرين ب"إنستغرام"، وزعم أنه تعرض لابتزاز من قبلهم لزيادة العمولات وتجديد العقود الاشهارية، أو القيام بحملة إعلامية ضده، كما قال إنه تسلّم مبالغ مالية من الطلاب بنية تسجيلهم في جامعات أجنبية. وعرضت مصالح الأمن شهادات لعدد من الطلبة "الضحايا" وأوليائهم الذين قدموا شهادات بتعرضهم للاحتيال، ودفع مبالغ مالية كبيرة نظير عروض وهمية. وسابقًا، أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني أن مصالحها المختصة، باشرت منذ منتصف شهر ديسمبر 2021، تحقيقا بالتنسيق مع الجهات القضائية، بخصوص قضية الاحتيال التي راح ضحيتها أزيد من 75 طالب جزائري تعرضوا للنصب من طرف شركة وهمية، قدمت لهم عروضا مغرية عبر منصات التواصل الاجتماعي، موهمة ضحاياها بالتسجيل ومزاولة الدراسة على مستوى جامعات أجنبية بكل من أوكرانيا وتركيا وروسيا. وأضافت أن "التحقيقات الأولية المكثفة، مكنت مصالح الأمن الوطني من فك خيوط هذه الشبكة الإجرامية وإلقاء القبض على المدبرين الرئيسيين وعددهم 03 أشخاص، الذين كانوا ينسقون عملياتهم الاحتيالية مع أطراف أجنبية بالدول السالفة الذكر، كما استعانوا، داخل الوطن، ببعض الوجوه المؤثرة عبر منصات التواصل الاجتماعي للترويج لهذه الخدعة". وأردف بيان الأمن "تم تحديد مقرات هذه الشركة الوهمية على مستوى بعض ولايات الوطن كالجزائر العاصمة وعنابة ووهران وفي الخارج." ولجأ أعضاء الشبكة الإجرامية أيضا إلى حيلة للإيقاع بعدد كبير من الضحايا، تتمثل في تغيير تسمية الشركة الوهمية عدة مرات، على غرار "FUTURE GATE"، "SVIT-OSVITI" و"INSIDE.COM"، بحسب ذات المديرية.