استغرب الكثير من الأشخاص الذين يتابعون شؤون المنتخب الوطني الجزائري من عدد الإصابات التي لحقت بأشبال المدرب الوطني رابح سعدان و ذلك خلال تواجدهم في المعسكر الأول بمرتفعات كران مونتانا بسويسرا ، و هو المعسكر الذي خصصه الطاقم الفني من اجل أن يتأقلم اللاعبون مع الأجواء المرتفعة ، و انتهى هذا المعسكر الذي يعتبر المرحلة الأولى من التحضيرات يوم الخميس الماضي ، لكن بالرغم من أن الناخب الوطني رابح سعدان أكد بان هذا المعسكر كان ناجحا و بان الطاقم الفني و المنتخب حقق النتائج التي كان يرجوها منه إلى أن أشياء أخرى تؤكد عكس ذلك ، و بالأخص إذا لاحظنا عدد اللاعبين المصابين الذي غادروا معسكر كران مونتانا و الذين لم يتمكنوا من المشاركة في المواجهة الودية الأولى وهم 6 لاعبين : مطمور ، بوقرة ، عنتر يحي ، مجاني ، بودبوز و يبدة وهذا دون الحديث عن مراد مغني الذي تم استبعاده نهائيا من الحسابات بسبب الإصابة المعقدة التي ظل يعاني منها ، كل هذه الأمور جعلت الكثير من المختصين و التقنيين يتساءلون عن السبب الذي جعل لاعبي المنتخب الجزائري يعانون من كل هذا الحجم من الإصابات و بالتحديد في هذا الوقت بالذات . و حاول البعض إثارة هذا الموضوع على وجه التحديد في المدة الأخيرة بالنظر إلى كثرة هذه الإصابات و خاصة أن هذا السيناريو هو نفسه السيناريو الذي حدث قبل انطلاق منافسة كاس أمم إفريقيا في جانفي الماضي ، حيث تعرض العديد من اللاعبين إلى إصابات قللت من خيارات الطاقم الفني في العديد من المرات وهو الشيء الذي بات يخشاه الجميع قبل المونديال ، و هناك من أكد بان سبب كل هذا الحجم من الإصابات يعود بالدرجة الأولى إلى الإرهاق الذي نال من اللاعبين خاصة أن الفترة التي نحن فيها هي فترة نهاية موسم و كل اللاعبين بذلوا جهودا كبيرة طيلة الموسم ، و كان الإرهاق أيضا احد أهم العوامل التي أثرت على لاعبينا قبل منافسة كاس إفريقيا حيث خرج الخضر حينها من تصفيات مؤهلة إلى كاس العالم وهي التصفيات التي بذل فيها رفقاء الحارس قواوي مجهودات جبارة ، لكن كل المنتخبات الأخرى التي تحضر للمونديال كذلك خاض لاعبوها مواسم شاقة في مختلف البطولات ، لكن لم يلحق بهم كل هذا القدر من الإصابات. و يوجه البعض الآخر أصابع الاتهام إلى عامل التوتر قبل منافسة كبيرة مثل كاس العالم ، حيث يكون اللاعبون و بالأخص الذين لا يملكون الخبرة و لم يسبق لهم المشاركة في مثل هذه التظاهرة من أكثر الناس عرضة للقلق و التوتر وهو شيء كثيرا ما يعود سلبا على عمل اللاعبين و يجعل الكثيرين يتسببون بالأذى لأنفسهم و يساهمون في إصابة أبدانهم بطريقة لا إرادية و عفوية ، حيث يفكر اللاعبون طيلة الوقت فقط في كيفية التألق في مباريات كاس العالم خاصة أن هذه اللقاءات هي فرص لا تتكرر في كل مرة و قد تكون بنسبة كبيرة الأولى و الأخيرة بالنسبة لمعظمهم ، و ما يزيد التوتر أكثر و يحرق الأعصاب هو ضغط الجماهير على غرار ما يحدث مع أشبال سعدان الذين يشعرون بثقل مسؤولية كبيرة خاصة أنهم يريدون تشريف ألوان الجزائر و أيضا تشريف كل العرب بصفتهم الممثل الوحيد للعرب في المونديال . و إذا كان البعض قد لام عامل الإرهاق فان الكثيرين اعتبروا عدم تلقي القدر الكافي من العلاج السبب الرئيسي لما يحدث للاعبينا ، حيث يوجد عامل مشترك بين كل اللاعبين المصابين تقريبا وهو أن معظمهم تعرض لإصابة مؤخرا و نفس الإصابة عادت إلى الظهور من جديد خلال المعسكر الذي جرى بسويسرا على غرار كل من يبدة ، مطمور ، بوقرة و حتى عنتر يحي الذي تعرض إلى إصابة على مستوى الكاحل ، و أكد بأنها إصابة قديمة كما عانى كل من مطمور و يبدة و بوقرة من إصابة في الآونة الأخيرة حالت دون مشاركتهم لمدة معتبرة مع أنديتهم في حين تبقى حالة مراد مغني فريدة من نوعها ، إذ لم يعرف الأطباء الذين اشرفوا عليه في اكبر المستشفيات المختصة في العالم بأنه كان من الأول بحاجة إلى عملية جراحية وهو الأمر الذي كان يجب أن ينتبه إليه هؤلاء منذ البداية و ليس الانتظار مدة 6 أشهر ثم تقرير ذلك خلال المعسكر وهو الشيء الذي زاد أكثر من تأثر اللاعب الذي بقي متعلقا بأمل الشفاء إلى آخر لحظة دون تلقي العلاج المناسب وهو الجراحة على غرار بزاز . و ألقى البعض الآخر باللائمة على برنامج التدريبات الذي سطره الناخب الوطني رابح سعدان للاعبين خلال معسكر كران مونتانا ، حيث أكد بعض المختصين بان هناك خلل ما في هذا البرنامج كان السبب وراء إصابة ثلاثة لاعبين وهم عنتر يحي ، غزال و مطمور ، حيث أكد البعض بان بعض اللاعبين كانوا بحاجة إلى المزيد من الراحة خاصة بعد الموسم الشاق الذي لعبوه مع أنديتهم ، لكن برنامج التدريبات شهد تكثيفا في الآونة الأخيرة بمعدل حصتين في اليوم وهو الأمر الذي اثر سلبا و سبب الإصابة لبعض اللاعبين المرهقين بدنيا .