لاتزال آلاف الهتكارات من أشجار الفلين تنتظر الإستغلال من قبل مصالح محافظة الغابات بولاية جيجل التي تبدو عاجزة عن الإحاطة بهذه الثروة الكبيرة التي تراجع استغلالها على مستوى مختلف غابات الولاية (18) منذ بداية الأزمة الأمنية أو بالأحرى منذ مطلع التسعينيات ورغم التحسن الكبير الذي عرفته الأوضاع الأمنية على مستوى ربوع ولاية جيجل وعودة الحياة الى العديد من المناطق الجبلية بهذه الولاية بعد أن استتب الأمن بها الا أن محافظات الغابات بالولاية تبقى عاجزة في المقابل عن مواكبة هذا التحسن من خلال فشلها في استغلال ثروة لطالما أسالت لعاب الأجانب قبل الجزائريين أو بالأحرى ثروة الفلين حيث تبقى آلاف الهكتارات من هذه المادة مهملة بشكل يكاد يكون كليا الى درجة أن مساحات واسعة من هذه الأشجار لم تستغل منذ قرابة الخمس عشرة سنة ومنها من أتلفت بالكامل سواء بفعل الحرائق التي تأتي عليها كل صائفة أو بفعل القطع العشوائي الذي يطالها من قبل بعض سكان الأرياف الذين يستعينون بجذوع وأغصان هذه الأشجار من أجل التدفئة خاصة في فصل الشتاء .وقد كان لإهمال ثروة الفلين وتراجع استغلالها من قبل مصالح الغابات تأثيرا بالغا على اقتصاد الولاية (18) التي اعتادت على جني أموال طائلة من وراء استغلال الثروة المذكورة التي كانت تصدّر حتى إلى الخارج كما كان لهذا الإهمال تأثير بالغ على قطاع التشغيل بالولاية على اعتبار أن عملية الإستغلال الموسمي للفلين والتي تنطلق عادة مع بداية فصل الصيف كانت تستقطب في كل مرة المئات من الشباب البطالين والذين لطالما وجدوا في هذه العملية فرصتهم الوحيدة للتخلص من عناء التهميش والبطالة وجمع بعض الأموال التي تساعدهم على تدبير أمورهم خلال بقية أيام السنة وبالأخص أولئك الذين لازالوا في مرحلة الدراسة بمختلف الأطوار التعليمية يذكر أن محافظة الغابات لولاية جيجل كانت قد شرعت منذ أكثر من سنة في برنامج شامل لزرع أشجار الصنوبر بالعديد من المساحات الغابية وخاصة تلك المطلة على جبال سدّات وذلك بمساهمة من الصندوق العالمي للطبيعة الذي يتخذ من العاصمة الإيطالية روما مقرا له وهو البرنامج الذي اصطدم بالعديد من العراقيل والصعوبات ومن ذلك اتلاف عدد معتبر من الشجيرات المزروعة من قبل المواشي وقطعان الخنازير ناهيك عن رفض بعض سكان الأرياف للبرنامج المذكور بحجة تقليصه للمساحات الغابية التي كان يستغلها هؤلاء لرعي مواشيهم .