تعرف بلدية برج الطهر الواقعة على بعد أكثر من (40) كلم من عاصمة ولاية جيجل حركة دؤوبة في مجال التنمية المحلية وهي الحركة التي حوّلت هذه البلدية الى ورشة مفتوحة غيّرت الى حد بعيد من الوجه البائس لهذه الأخيرة التي دفعت غاليا ثمن العشرية الحمراء من خلال النزوح السكاني الكبير الذي عرفته وكذا الأضرار الفادحة التي لحقت ببنيتها التحتية . ولن يجد الزائر الى بلدية برج الطهر هذه الأيام أية صعوبة في تلمس الإنتعاش الكبير الذي تعرفه هذه البلدية على كل المستويات والأصعدة وهو الإنتعاش الذي بدأ يعيد لها بريقها المفقود أو قل مكانتها بين البلديات الرائدة على مستوى الولاية (18) الى درجة أن المتمعن في حجم الإنجازات التي تحققت على مستوى هذه البلدية في ظرف وجيز يخيّل له بأنها بعثت من جديد وهي التي كانت الى وقت ليس ببعيد مثالا للخراب والعزلة . مشاريع سلمت وأخرى في طريق التسليم ودون مبالغة يمكن القول بأن بلدية برج الطهر التي قدمت الكثير لهذا الوطن وكانت مهدا للعديد من الإطارات المرموقة والزعماء السياسيين في صورة رئيسة حزب العمال لويزة حنون التي تنحدر من هذه البلدية وبالضبط من قرية أشرّار باتت تحتل الصدارة بين بلديات جيجل الثمانية والعشرين في مجال التنمية الشاملة وهو ماتعكسه حجم الإنجازات التي تحققت على مستوى هذه البلدية الجبلية وفي مقدمتها طريق برج الطهر – الشقفة الذي أعيد تأهيله بطريقة عصرية قبل فتحه من جديد أمام الحركة المرورية وهو ماساهم الى حد بعيد في فك العزلة عن هذه البلدية النائية التي ينتظر أن تتسلم طريقا آخر لايقل أهمية وهو ذلك الذي يربط بين مقر البلدية وقرية تاغراست وهو الطريق الذي دخلت به الأشغال مراحلها الأخيرة شأنه شأن ذلك الذي يربط بلدية برج الطهر بمقر بلدية أولاد عسكر والذي ينتظر أن يتم تسليمه هو الآخر قريبا بكل ماسيفتحه من آفاق للتنمية ببلدية برج الطهر التي عاشت عزلة غير مسبوقة خلال العشرية الحمراء وهو مايفسر نزوح أكثر من ثلثي سكانها نحو تجمعات سكانية تقع خارج محيط هذه البلدية ، علما وأن مشاريع أخرى ينتظر استلامها قريبا بالبلدية المذكورة علاوة على الطرقات وفي مقدمتها محلات الرئيس التي باتت جاهزة بنسبة تسعين بالمائة اضافة الى مقري دار الشباب وكذا المكتبة البلدية وهما الفضاءان اللذان سيساهمان من دون شك في اخراج شبان وشابات برج الطهر من العزلة المزمنة التي حولت أيامهم الى جحيم لايطاق . الحياة تعود تدريجيا الى القرى المهجورة وكانعكاس مباشر للنهضة الشاملةالتي تعرفها بلدية برج الطهر بدأت الحياة تعود تدريجيا الى بعض القرى التابعة لهذه البلدية والتي هُجرت العديد منها بنسبة تكاد تقارب المائة بالمائة وهو ماينطبق على قرى تاغراست ، أشرّار و محسن التي بدأت تستعيد حيويتها بعد أكثر من عشر سنوات من الجمود وذلك بعد شروع سكان هذه القرى في العودة التدريجية الى مساكنهم القديمة فيما فضلت بعض العائلات التي تعرضت منازلها للتخريب بناء مساكن جديدة بعد استفادتها من المساعدة المالية الخاصة بالبناء الريفي في انتظار أن يأتي الدور على بقية العائلات الأخرى التي تنوي بدورها سلك ذات الطريق بعد استعادة المنطقة لهدوئها المعهود وزوال شبح الخوف الذي كان في مقدمة الأسباب التي دفعت بهذه الأسر الى الرحيل عن قراها تاركة الجمل بما حمل . م/مسعود