هكذا كانت المباراة الأولى في التصفيات كأس أمم إفريقيا أمام منتخب تنزانيا مثل الكابوس الذي سبقته كوابيس أخرى كانت عبارة عن كبوات وإخفاقات، والظاهر أن الجولات الأولى في التصفيات يكون مفعولها جد هام ومؤثر على المسار ككل، لذلك يجب أخذ العبرة من مباراة تنزانيا وتفادي إعادة نفس سيناريو المنتخب التنزاني عندما ننتقل لمواجهة منتخب إفريقيا الوسطى الذي أحدث المفاجأة هو الآخر بفرضه التعادل السلبي على أسود الأطلس في 17 من شهر نوفمبر المقبل، حيث سيبقى الفوز هو شعار "الخضر" في هذه المواجهة، وذلك لعدم السقوط في تداعيات سلبية قد تؤثر على مسار المنتخب الجزائري.تميزت الفترة الأخيرة بدخول المنتخب الوطني في نفق مليء بالإخفاقات والهزائم وغابت أجواء الفرحة على "الخضر" الذين لم يجدوا الطريق الصحيح للخروج من دائرة النتائج السلبية، والأكيد أن "الخضر" يبحثون عن الكيفية التي تمكنهم من القطيعة مع الماضي التعيس، ولن يتحقق هذا المطمح إلا بتسجيل الفوز على منتخب إفريقيا الوسطى وبدء صفحة جديدة من النتائج الإيجابية. عودة الثقة للاعبين مطلوبة و تجربة عنتر بوقرة و زياني يجب أن تظهر الآن لا شك أن توالي النتائج السلبية قد أدخل اللاعبين في متاهة الشك والقلق وأفقدهم الثقة اللازمة، ووجدنا أن مجموعة من اللاعبين قد تراجع أداؤهم وفقدوا توهجهم، وذلك بفعل الضغط الذي مورس عليهم جراء توالي النتائج السلبية وكذا الإنتقادات من طرف الجماهير، ولأننا ندرك أنه كلما تكالبت النتائج السلبية إلا وفقد اللاعبون الإيقاع المرجو ونزلت معنوياتهم إلى الصفر، فإنه من اللازم الخروج بالنقاط الثلاث أمام منتخب إفريقيا الوسطى، خاصة أن جل اللاعبين هم متلهفون للفوز وبهم شوق كبير لتذوق حلاوة النقاط الثلاث بعد خصام طويل. الفوز لإستعادة الثقة و رفع المعنويات ومصالحة الأنصار مواجهة إفريقيا الوسطى يبقى الهدف منها هو حصد نقاطها لفتح باب التأهل إلى النهائيات حيث يبقى فيها الفوز ضرورة لا مناص منه، والمنتخب الوطني يدرك أنه سيجري مواجهته الثانية خارج قواعده وهو ما يزيد من صعوبة المواجهة .مرّ الجمهور الجزائري الذي كان اللاعب رقم 12 في كل المواجهات التي خاضها المنتخب الوطني داخل و خارج الديار في الفترة الأخيرة بظروف حزينة نتيجة غياب الإنتصارات، وأغضبت هذه النتائج السلبية الجمهور الجزائري الذي كان قد عبر عن إستيائه من المدرب رابح سعدان المستقيل و كذا المرود الكارثي للمجموعة ككل ، حيث ستكون المواجهة المقبلة المناسبة لبدء صفحة جديدة مع الجماهير المتعطشة هي الأخرى لترى "الخضر" مجددا على هودج الإنتصارات. خطوة من خطوات التأهل الأكيد أن المنافسة ستكون شرسة في هذه المجموعة من أجل التأهل إلى النهائيات، ويكفي ذكر المنتخب المغربي كأحد الخصوم لمعرفة صعوبة هذه المجموعة ، هذا دون إستثناء منتخبي تنزانيا وإفريقيا الوسطى، ذلك أن كل منتخب يريد أن يتأهل عليه ألا يفرط في نقاط الفوز في المباريات التي يجريها داخل القواعد، وبالتالي يبقى المنتخب الجزائري مجبرا لاجتياز عقبة ضيفه منتخب إفريقيا الوسطى. جودي نجيب