تتجه أنظار الجزائريين سهرة الغد إلى ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة أين سيكون المنتخب الوطني على موعد مع أول مباراة رسمية له أمام المنتخب التنزاني في إطار تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012، حيث تعتبر المباراة فرصة سانحة للمدرب سعدان من أجل الرد على منتقديه، خاصة بعد البلبلة التي أحدثها هؤلاء قبل، أثناء وبعد كأس العالم الأخيرة، وذلك بتقديم أداء يليق بمنتخب مونديالي مع تسجيل نتيجة إيجابية يعيد من خلالها الثقة إلى الجماهير العريضة التي فقدت الأمل في هذه المجموعة وفيه شخصيا إثر الهزيمة المرة التي تلقاها مؤخرا على يد المنتخب الغابوني في ملعب 5 جويلية، وبالتالي فإن أكبر تحد سيواجهه الشيخ هوإيجاد حل للعقم الهجومي الذي لم يجد له الوصفة السحرية بعد وهوبمثابة الهاجس الحقيقي له ولكل الجزائريين رغم توفر القاطرة الأمامية على أسماء كبيرة تصنع أفراح الأندية الأوروبية، ولعل ذلك ما جعل المنتقدين يوجهون أصابع الإتهام للمدرب الذي، حسبهم، لم يحسن توظيف الطاقات الهجومية التي يمتلكها مع الاستمرار في إقحام لاعبين أثبتوا فشلهم في تسجيل الأهداف وترك مواهب أخرى على كرسي الإحتياط على غرار زياية، بودبوز وعبدون. الاعتماد على خطة هجومية منذ البداية ولذلك فإن سعدان سيحاول هذه المرة تغيير خطته من خلال المشاركة بعدة مهاجمين في الأمام حتى يخلق الكثير من الفرص خاصة وأن المنتخب التنزاني معروف بخططه الدفاعية والاعتماد على الهجمات المعاكسة، وقد خصص حيزا كبيرا خلال التدريبات للمهاجمين بمقربة من المرمى وكذلك الكرات الثابتة التي عادة ما تؤتي أكلها بوجود كل من بلحاج وزياني. صايفي ومنصوري يساندان اللاعبين معنويا لم يكن مجيء اللاعبين المعتزلين دوليا رفيق صايفي ويزيد منصوري شكليا، عقب الدعوة التي وجهت لهما لحضور مباراة تنزانيا سهرة الغد، حيث لم يتوقفا عن مساندة زملائهما معنويا من خلال تزويدهما ببعض النصائح التي ستفيدهم حتما في هذه المواجهة الهامة، وقد استحسن الجميع تلك الإلتفاتة خاصة الجدد منهم، حيث أكدوا أنهم يكنون احتراما كبيرا لهذين اللاعبين الذين يمتلكان خبرة معتبرة من خلال مشاركاتهما العديدة مع المنتخب الوطني. اللاعبون مطالبون بالحفاظ على السمعة الطيبة للخضر هذا ويدرك الشيخ جيدا أن التعثر في أول خرجة له ستسيل الكثير من الحبر وستجعل الرأي العام يثور ضده وهوما يعني أنه سيفقد الشعبية التي امتلكها خلال تصفيات المونديال الماضية كما سيفتح المجال واسعا أمام الذين عارضوا فكرة إعادة تنصيبه على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني، ولذلك فقد حضر تشكيلته جيدا لا سيما من الجانب النفسي نظرا للضغط الكبير الذي سيفرض عليهم من طرف الأنصار الذين لن يتسامحوا معه هذه المرة في حال الإخفاق، حيث شدد اللهجة مع الجميع وطالبهم بالتركيز والتفكير في الجماهير التي ستتنقل إلى الملعب، وذكرهم أيضا بأهمية الفوز في أول مباراة لتحضير بقية المشوار وكذا بسمعة المنتخب، حيث أن الخضر أصبحوا يحظون باحترام كبير على المستوى القاري والعالمي، وبالتالي فمن غير المعقول أن تتراجع في أول اختبار رسمي بعد المونديال. سعدان يحذر من الغرور .. وسيناريو مالاوي في الأذهان ومن جهة أخرى، لم يرد سعدان جعل المواجهة في متناول فريقه، حيث قال أنه ينبغي السير خطوة بخطوة وأكيد أن الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا القادمة سيمر حتما عبر المباراة الأولى، وطالب لاعبيه بالدخول بقوة وعدم اعتبار المنافس من المنتخبات الصغيرة، كما يعتقد البعض، لأن ذلك، كما قال، سيدخل الغرور إلى نفوسهم وهوما يريد المنتخب التنزاني استغلاله، والجميع يتذكر جيدا ما حدث للخضر في "كان 2010 " بأنغولا، حيث استخفوا بمنتخب مالاوي وتلقوا على يديه هزيمة مرة كانت حديث كل العالم آنذاك، وبالتالي فالمدرب الوطني لا يريد تكرار نفس السيناريوخاصة وأن مستوى المنتخبات الإفريقية تطور بشكل ملحوظ ولم يعد هناك فريق كبير وآخر صغير. الكل متفائل بملعب تشاكر ويتساءل العديد من الفضوليين هل حقا أن ملعب تشاكر بالبليدة هوالذي كان ينقص لاعبي الخضر لتقديم عرض لائق وتسجيل نتائج إيجابية، وهذا هوالأمر الذي سيتم اكتشافه في مباراة الغد، حيث أن الكل يتفاءل بهذا الملعب الذي يحتفظ بأجمل الذكريات عكس ملعب 5 جويلية الذي يعد نحسا للخضر، وقد رفض المدرب واللاعبين برمجة لقاء تنزانيا فيه مباشرة بعد الهزيمة المدوية في المباراة الودية أمام الغابون في 11أوت الماضي، وبالتالي، حسب الأنصار، فإن لا حجة أمام سعدان وأشباله في حال التعثر. الأنصار بدأوا يتوافدون من ولايات الغرب والشرق ورغم التراجع الملفت لشعبية الخضر، إلا أن الأنصار الأوفياء لا يزالون متعلقين بهم، حيث شوهد عدد كبير منهم جاؤوا من مختلف الولايات خصيصا لاقتناء التذاكر، حتى أن البعض منهم اضطروا للمبيت عند ذويهم بالعاصمة والبليدة لتفادي التنقلات، وكان أنصار ولايات الغرب وأقصى الشرق كسوق اهراس، عنابة وتبسة هم الأكثر تواجدا في مراكز بيع التذاكر، هذا ومن المنتظر أن تتكرر عميلة الإفطار الجماعي في مدرجات الملعب يوم غد حتى يضمن الجميع أماكنهم.