يعيش سكان حي الجزيرة القصديري بعاصمة الولاية تبسة وسط محيط مليء بالمخاطر تحيط به الأزمات المتعددة والمتداخلة فيما بينها من كل جهة، أين تنعدم فيه أدنى متطلبات الحياة بعد الهروب الجماعي للسكان خاصة في العشرية السوداء التي لم تجد إلا هذا المكان لتستقر فيه خاصة في غياب السلطات المحلية آنذاك حيث كان ملجأ فيما مضى لعديد الفارين من الإرهاب القادمين من الدواوير والبلديات للعيش قرب المدينة الحضرية ،هذا الدوار القصديري المليء بالأكواخ التي لا يمكن تسميتها بيوتا نظرا لهشاشتها وتشكيلتها المتداخلة فيما بينها ومعالمها تعبر على شدة وقساوة الحياة به ومعاناة سكانه اليومية التي تهدد حياتهم من خطر سقوط الأكواخ على رؤوسهم في حالة تهاطل الأمطار خاصة السنة الفارطة أين اعتبرت هذه الجهة منطقة منكوبة . وتم إحصاء العديد من السكنات الهشة والآيلة للسقوط في أية لحظة من طرف بلدية تبسة التي شكلت لإحصاء المتضررين وتم وعدهم بالترحيل في أقرب الآجال إلا أن العملية لم تتم ومازالت حبيسة الأدراج ومما يضاف إلى سجل معاناة هؤلاء السكان كثرة التوصيلات العشوائية للأسلاك الكهربائية الخطيرة . بالإضافة إلى ارتفاع الرطوبة وغياب ضروريات الحياة الكريمة زد على ذلك انتشار الروائح الكريهة لغياب قنوات الصرف الصحية حيث يستعملون الحفر التقليدية لصرف فضلاتهم وما قد تسببه هذه المآسي من تداعيات صحية خطيرة تضر بالسكان ونظرا للحالة المزرية التي يعيشونها. الأمر الذي جعلهم يدقون ناقوس الخطر ويرفعون صيحاتهم المتتالية للسلطات المحلية لأخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار وذلك بترحيلهم من هذه الرقعة التي وصفوها بالسوداء ودعمهم للحصول على سكنات لائقة ويتخلصوا من المعاناة التي سئموا منها في كل الفصول خاصة وان منازلهم مغطاة بالترنيت وبعض الخردوات حيث يعيشون مرارة البرد القارس شتاء وحرارة الشمس صيفا. أما الطرقات فحدث ولا حرج بل لا توجد تماما لكون الحي شيد وفق قمة جبلية يصعب على المركبات الصعود فوقها الشيء الذي جعلهم ينقلون مرضاهم فوق أكتافهم عند الضرورة للوصول إلا الطريق، كلها معاناة يتكبدونها يوميا دون تدخل الجهات المعنية علي عبد المالك