تشهد المستشفيات والمراكز الإستشفائية بولاية عنابة حالة استنفار كبرى بسبب النقص الفادح في لقاح دي تي سي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3و9 أشهر والخاص بالشلل وبعض الأمراض الأخرى. وعند اتصالنا ببعض المختصين في القطاع الصحي أدركنا أن ندرة هذا النوع من اللقاح لا يقتصر على ولاية عنابة فقط بل هو مشكل يمكن اعتباره وطنيا لأنه يشمل العديد من الولايات في الجزائر ما يجعله يكتسي طابعا أكثر خطورة لاسيما وأن هذا الإشكال لا تعود حيثياته إلى الفترة الحالية بل تمتد إلى حوالي 3 أشهر فارطة أو ربما أكثر بالرغم من أن السلطات المختصة حاولت سد هذا الفراغ بتوفير كميات معتبرة من هذا اللقاح إلا أن الوضعية عادت على حالها بعد فترة لأن الكمية المتوفرة لا تفي الحاجة الكبيرة لها أمام العدد الهائل من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثلاثة والتسعة أشهر بالولاية وبالتالي فالطلب على هذه المادة يعد أكبر من النسبة الذي تتوفر عليها الولاية هذا ما جعل العديد من المختصين العاملين في قطاع الصحة والأطباء يحذرون من استمرار الوضع وتفاقم المشكل الذي يطرحه غياب هذا اللقاح في المستشفيات والمراكز الاستشفائية لاسيما مع الخطورة التي يشكلها على صحة الأطفال فهم يبقون بذلك معرضين إلى الإصابة بعدة أمراض على رأسها الشلل والسعال الديكي، التيتانوس، الدفتيريا خاصة وأن البعض منها يبقى يهدد سلامة الطفل إلى غاية الخمس سنوات. من جهة أخرى نجد الاولياء يعيشون حالة من الخوف والقلق من إصابة أبنائهم من عاهات جراء تعرضهم لأحد هذه الأمراض فقد استاءت مجموعة من الأولياء جراء عدم اخذ السلطات هذه المشكلة على محمل الجد لأنهم لا يزالوا ينتظرون وصول كميات اللقاح واستفادة أطفالهم من عملية التطعيم التي اعتبروها أكثر من ضرورية في الوقت الذي أصبحت فيه الوباءات والفيروسات منتشرة وجسم الطفل الصغير لا يتحصن بمناعة كافية لمواجهة اعتداءات المحيط الخارجي وتهديداته كما أكد لنا السيد أحمد أنه ينتظر اللقاح منذ أكثر من شهر لأنه في كل مرة يتجه فيها إلى احد المراكز الاستشفائية المتواجدة بحيه يواجه بعدم وصول جرعات اللقاح أو نفاذ الكمية المتوفرة وبالتالي فهو مضطر للانتظار حتى وصول كميات أخرى خاصة وأن هذا اللقاح غير متوفر على مستوى العيادات أو المستشفيات الخاصة. في حين أكدت لنا السيدة فتيحة أنها اضطرت إلى التوجه بطفلها إلى الولايات المجاورة بحثا عن اللقاح لكنها وجدت نفسها أمام نفس المشكل هذا ما جعلها في النهاية تعود أدراجها والانتظار لتبين لها أنها الآن على مشارف شهرين ونصف من عدم استفادة طفلها من عملية التطعيم. أما جميلة فقد عرجت على موضوع الواسطة في الاستفادة من اللقاح بحيث أعربت عن غضبها الشديد اتجاه المصالح المختصة التي لا توفر الكميات اللازمة من اللقاح وأن القلة منها تسرب من طرف بعض الأعوان والعاملين بالقطاع عبر طرق غير قانونية بحيث يقومون بتقديم معارفهم على الأشخاص الآخرين الذين قضوا أشهر في انتظار اللقاح كما تضيف أن المستفيد من العملية هم فئة الأطفال وبالتالي فإنه من غير الأخلاقي التعامل بهذه الطريقة معهم لأنهم المتضرر الأول من ذلك. هكذا توجه الأولياء بنداء إلى السلطات لأجل التدخل الفوري لمعالجة الإشكال وتوفير الكميات الضرورية الخاصة بهذا اللقاح. طيار ليلى