وقدم قذاف الدم الذي يشغل حاليا منصب منسق العلاقات المصرية الليبية- استقالته احتجاجا على ما قال إنه سفك للدماء, وتعامل عنيف مع الشعب الليبي، حسب ما أفاد مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد. وأشار مصدر في مكتب قذاف الدم -بعد عودة الأخير إلى القاهرة من دمشق- إلى أنه اتخذ قراره «بعد مشاورات ومتابعة لما يجري على الأرض»، وأضاف أنه دعا إلى «جعل ليبيا فوق الجميع والتوقف عن سفك الدماء». كما أصدر ضباط وجنود قاعدة بنينة الجوية الواقعة بضاحية بنغازي الليبية بيانا يؤيدون فيه الثورة ضد نظام العقيد معمر القذافي، ويطالبون بتنحيته، في الوقت الذي تواصل فيه المنظومة المحيطة بالنظام الليبي تفككها من حول القذافي الذي ظل يقبض على مقاليد الحكم في الجماهيرية منذ 42. وقد أعلن مديرو أمن في عدة مناطق من ليبيا استقالاتهم وتنديدهم بقمع نظام القذافي للمتظاهرين. الى جانب ذلك تقدم عدد من مديري البحث الجنائي ومديري الأمن في عدد من المحافظات الليبية باستقالاتهم من مناصبهم، تضامنا مع المتظاهرين الليبيين، واحتجاجا على استخدام السلطات الليبية مرتزقة أجانب في ضربهم. كما أعلن مدير أمن شعبية بنغازي العميد علي محمود هويدي استقالته من منصبه واستعداده للانضمام إلى شباب الثورة. وقال هويدي إن ما رآه من استعمال مفرط للقوة وفتك بالأرواح هو السبب وراء قراره. وبُث عبر موقع فيسبوك شريط تسجيلي لمدير الإدارة العامة للبحث الجنائي العميد صالح مازق عبد الرحيم البرعصي وهو يعلن الاستقالة من منصبه، متضامنا مع أهله ومدينته احتجاجا على استخدام السلطات الليبية مرتزقة أجانب في ضرب المتظاهرين. ورفض قائد سفينة حربية ليبية أوامر من القذافي بقصف مدينة بنغازي، ووصل بها إلى مالطا لينضم إلى طيارَيْن رفضا أوامر عسكرية باستخدام سلاح الطيران، ولجآ في وقت سابق إلى مالطا. هذا وتحطمت طائرة حربية ليبية غرب بنغازي بعدما قفز قائدها ومعاونه منها بالمظلات، رافضيْن أوامر عسكرية بقصف المدينة، حسبما أفادت به صحيفة قورينا الليبية على موقعها على الإنترنت.ونشرت الجزيرة صورا لجثث أشخاص يرتدون زيا عسكريا في شوارع ليبيا، قال شهود عيان إنها لجنود رفضوا الانصياع لأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين ضد القذافي. وفيما يتعلق بموقف القبائل الليبية من الثورة دعت عشائر الشرق في اجتماع حاشد لها بمدينة البيضاء الدول الأوروبية لاتخاذ موقف جريء من الأحداث التي تشهدها بلادهم. وكان كبار مشايخ مدينة الزنتان الليبية قد أكدوا فقدانهم الثقة في العقيد القذافي بعد كلمته التي ألقاها الثلاثاء، مؤكدين وحدة القبائل الليبية وداعيين عموم الشعب الليبي إلى الوقوف في وجهه ودعم الثورة. كما لوحت تلك القبائل -في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- بقطع إمدادات النفط والغاز إلى أوروبا والعالم في حالة عدم تنحي معمر القذافي ونظامه «الفاسد» وتسليم ليبيا للشعب. وفي ضربة أخرى لنظام القذافي المستند إلى ولاء القبائل، دعا الوالي السابق لقبيلة أولاد سليمان الشيخ غيث سيف النصر -في بيان بثه عبر قناة الجزيرة أبناء قبيلته وقبائل الجنوب- إلى أن يبادروا بالانضمام إلى أبناء وطنهم وأن «يتخلصوا من هذا الطاغية وهذا الظالم». وكان أعضاء بارزون من قبيلة ورفلة -التي تعد كبرى القبائل في البلاد- أصدروا بيانات يرفضون فيها بقاء القذافي في السلطة وحثوه على مغادرة ليبيا، كما أعلنت قبيلة ترهون بدورها التبرؤ من القذافي. فاطمة الزهراء / الوكالات