غذت الحركة التي يعرفها مطار مدينة البيض، الإشاعة على أن رئيس بوتفليقة حل بالولاية ليلا للقاء أمير دولة قطر، الذي تزل ضيفا لأيام قليلة بصحراء البنود، 380 كيلومتر جنوبي عاصمة الولاية. وهو الخبر الذي نفته جهة رسمية ل"آخر ساعة". ومهما كان حجم هؤلاء الأمراء الصيادين، فإن سلطات الولاية رفضت لحد الآن مجرد تقطير المعلومة البسيطة والعادية، عن ضيوف لا يحملون أي صفة رسمية بمن فيهم إبني أمير دولة قطر. وفي ظل تواجد مخيمين ضخمين يتوافران على ظروف الراحة، المخيم الرئيسي والأول المتواجد على بعد 200 كيلومتر جنوبي بلدية البنود. والثاني على بعد 10 كيلومتر من قرية سيد الحاج الدين جنوبي بلدية بريزينة، فإن المواطنين والبدو الرحل أصبحوا يجدون صعوبة في استعمال خدمات المتعامل الجزائري موبيليس. لأنهم أصبحوا يتلقون مثلما قالوا ل" آخر ساعة" صوتا يرحب بهم من القطرية للاتصالات. وأكد معلم من بلدية بريزينة أنه دفع مبلغ 350 دينار مقابل مكالمة بسيطة، تداخلت مع متعامل للهاتف النقال قطري. وهي الظاهرة التي أصبحت معروفة جنوب الولاية لدى عامة المواطنين. قد تكون نتيجة استعمال هوائيات فضائية من طرف الأمراء الصيادين. وكالعادة رفضت أكثر من جهة رسمية الحديث في الموضوع لأسباب غريبة، توحي أن الأمر يتعلق بأمن الدولة الجزائرية. بل إن أطرافا ترجت ألا تذكر إتصالنا بها. وهذا بعد أن سألنا عن الأصداء التي تقول إن الأمراء وحاشيتهم قضوا على كل شيئ يتحرك بالصحراء سواء من الزواحف أو الطيور في غياب مراقبة رسمية من مصالح الفلاحة والبيئة والغابات. كما تشير لذلك نصوص الصيد التي أصدرها البرلمان الجزائري في شهر جويلية 2005. هذه النصوص التي تحدد قائمة الطيور والحيوانات الممنوعة من الصيد لكونها مهددة بالانقراض. من جهته كان وزير الفلاحة قبل أسابيع قليلة قد عبر عن جهله للجهة التي رخصت بالصيد بولاية البيض لهؤلاء الأمراء. أما على المستوى الرسمي فقد وضعت في وقت سابق سلطات الولاية سيارات ملك لعدد من البلديات والمديريات تحت تصرف قوافل القطرين. وفي الوقت الذي ترفض فيه سلطات الولاية تنوير الرأي العام المحلي عن هوية ومهمة هؤلاء الضيوف غير العاديين، يطرح هذا الرأي الطرق التي يستعملها الأمراء لصرف الصعبة. أما على المستوى الأمني فإن قوات كبيرة من الدرك تؤمن مربعا أمنيا لهؤلاء الأمراء، فضلا عن تواجد مروحيتين عسكريتين بمطار البيض. هذه الأجواء تسعى السلطات الولائية الإيحاء بسريتها، نفخت وسط الرأي العام غصة في الحلق واضحة تقول "ماذا إستفذنا من إستثمارات الخليجيين والقطريين حتى يحولوا جزء من صحرائنا لمقاطعة خليجية ممنوعة على أصحاب الأرض". أما قضائيا فإن قضاة محاكم الجهة سيجدون أنفسهم في حرج لما يعرض أمامهم مواطنون من أبناء المنطقة يضبطون في صيد أي طائر. مهدي بلخير