لازال قطاع السكك الحديدية بجيجل يئن تحت وقع التسيير العشوائي وغير المدروس وهو ماانعكس على مردود هذا القطاع الحيوي الذي سجل أضعف النتائج خلال السنة المنقضية (2010) وبداية السنة الجارية التي لايبدو وأنها ستكون فأل خير عليه بالنظر الى المعطيات الراهنة . اذا كان نقل المسافرين عبر الخط الرابط بين جيجل وقسنطينة قد سجل نتائج كارثية بكل المقاييس خلال السنة المنصرمة حيث لم يتجاوز عدد المسافرين الذين استعملوا هذا الخط حاجز ال”2300” مسافر رغم التحسينات التي مست القطارات العاملة عليه وكذا عملية التحديث التي استفادت منها فان عملية نقل البضائع على مستوى ذات الخط لم تكن أحسن حالا من سابقتها حيث لم يتجاوز حجم البضائع التي تم نقلها عن طريق القطارات حاجز ال” 91294” طن وهو رقم يمكن وصفه بالضعيف قياسا بالطاقة الحقيقية للإستغلال التي يمكن أن يوفرها الخط المذكور وكذا قياسا بحجم البضائع التي تم نقلها عبر وسائل النقل الأخرى وفي مقدمتها الشاحنات . ويمكن اعتبار محطة الفرز الكائنة بمنطقة بازول والتي لاتبعد سوى بأمتار قليلة عن ميناء جن جن العالمي مرآة عاكسة لحجم المشاكل التي يتخبط فيها قطاع السكة الحديدية بجيجل حيث أضحت هذه المحطة التي تتوفر على أحدث التقنيات فريسة للصدأ الذي أتى على جزء كبير من تجهيزاتها التي كلفت خزينة الدولة مئات الملايير بل أنها لاتشتغل سوى ب«5” بالمائة من طاقتها الحقيقية باعتراف مديرية النقل بجيجل وهي نسبة تعكس الواقع المرير لقطاع السكك الحديدية بعاصمة الكورنيش التي تبدو بعيدة عن مواكبة التطورات والإصلاحات التي عرفها هذا القطاع وحتى تعليمات الوصاية التي دعت مؤخرا على لسان مسؤولها الأول أو بالأحرى وزير النقل الى الرفع من مساهمة قطاع السكك الحديدية في نقل مختلف البضائع خاصة ماتعلق منها بالمواد الإستهلاكية المستوردة على غرار الحبوب وهو مايفسر الخسائر الكبيرة التي مني بها قطاع السكك الحديدية بجيجل خلال السنوات الأخيرة والتي عجزت كل الإصلاحات الجوفاء عن احتوائها والتقليل منها . م.مسعود