تبخرت أحلام عائلات جوانو بعنابة بعد نشر القائمة الاسمية للمستفيدين من حصة 100 مسكن ما فجر سلسلة من الاحتجاجات الغاضبة صاحبتها محاولات انتحار جماعية وقطع للطرقات بالحجارة والمتاريس والعجلات المطاطية المضرمة بها النيران، كما ادخلت العائلات المقصاة في مواجهات عنيفة مع عناصر قوات مكافحة الشغب استعملت فيها الهراوات والقنابل المسيلة للدموع للتفريق والرد بالحجارة وأمام تصاعد الأوضاع وتأزمها إثر تهديد العائلات المتضررة بتفجير قارورات غاز البوتان وأنابيب الأمونياك، ارتأت آخر ساعة للتنقل إلى مسرح الاحتجاجات “بجوانو” بغية تقصي الحقائق التي تقف وراء ذلك وترجمتها في أسطر هذا الروبورتاج الذي تم إعداده بعد زحف آخر ساعة على الحي زنڤة زنڤة بيت بيت. « آخر ساعة “ تقتحم سكنات حي جوانو بيت بيت وتنقل المعاناة كانت الساعة تشير إلى حدود الساعة الواحدة عشية أمس الأول، أين تلقت “ آخر ساعة “ عشرات المكالمات الهاتفية أجرتها عائلات سيبوس مفادها استنجادهم من خلال التنقل إليهم بغية نقل الحقائق على لسان المتضررين بخصوص سلسلة الاحتجاجات العارمة التي شنوها وكذا من أجل إيصال صوتهم للسلطات العليا بعد أن سد المسؤولون المحليون آذانهم وأغلقوا الأبواب أمامهم، الأمر الذي دفعنا للتنقل إلى عين المكان أين كانت مئات العائلات في انتظارنا وبمجرد وضعنا أقدامنا بالطريق المحاذي لشاطئ “جوانو” عمت الفرحة قلوب السكان وتوجهت كل الأنظار اتجاهنا على أمل نقل صورة معاناتهم وإيصال صوتهم لأعلى هرم في السلطة وهنا بدأت زيارتنا حيث وفور وصولنا حاولت كل عائلة اقتيادنا إلى مقر سكناها لالتقاط صور ورفعنا انشغالاتهم .ونظرا للطلبات المتتالية ارتأت “آخر ساعة” إلقاء نظرات خاطفة على بعض المساكن غير أن إلحاح المتضررين دفعنا للزحف على الحي “زنڤة زنڤة بيت بيت” وهنا تفاجأنا بالوضعية الكارثية للبيوت ومعاناة السكان الحقيقية وسط بنايات فوضوية هشة تفتقر لأبسط ضروريات العيش الكريم، كما تمكنا من معرفة السبب الحقيقي لانفجار الاحتجاجات العارمة والذي اقتصره السكان في التأخر في إيفاد لجان للتتحقق في القائمة الاسمية للعائلات المستفيدة من حصة 100 مسكن والتي تطال استفادات مشبوهة لإطارات وغرباء وكذا للمطالبة بحصة 300 مسكن ذات طابع اجتماعي بغية إطفاء نار الفتنة نظرا للوضعية الكارثية لمنازلهم والتي وقفت عليها “آخر ساعة “ شخصيا حيث تفاجأت ببنايات هشة وأخرى تعيش تحت سقفها الواحد 04 عائلات وأكثر. بنايات هشة وأخرى تقطن تحت سقفها الواحد 04 عائلات مناظر يعجز اللسان عن التعبير عنها عند مشاهدتها هي تلك التي تشهدها بنايات حي سيبوس بعنابة، الأخيرة التي تتميز بتصدع الجدران وتآكل، الأسقف القصديرية وأبواب الحطب المكسرة والتي جعلت قاطنيها من العائلات الأحياء يتساوون والأموات في ظل افتقارها لأبسط ضروريات العيش الكريم، فسكنات جوانو حدث ولا حرج فالصورة واحدة رغم عدد البنايات الذي يفوق 300 بناية، جدرانها كلها مشققة وبها فتوحات كبيرة تدخل النور من الخارج وكأن أصحابها يقطنون في العراء أما أسقفها فإن لم تكن قصديرية تجدها مركبة من أعمدة خشبية وأخرى مغطاة بالحجارة والبلاستيك، الأبواب هشة والنوافذ مكسرة والأكثر من ذلك الانبعاتاث للروائح الكريهة من الداخل الشيء الذي جعل السكان يعيشون الأمرين بين الخطر الصحي وخطر سقوط الديار فوق رؤوسهم وفي هذا الإطار لم يفوت المتضررون الفرصة للتحدث عن الرطوبة العالية قائلين الرطوبة قد نهشت عظامنا وقتلت أبناءنا في صمت، مشيرين في هذا الصدد إلى ضيق المساحة التي تتربع عليها السكنات خاصة منها التي تجمع خمسة أفراد وهي المنازل التي وقفت عليها “آخر ساعة “ شخصيا أين وجدنا 04 عائلات وأكثر تعيش تحت سقف واحد تتقاسم رواقا واحدا وتتشارك في مرحاض واحد، وأضافت العائلات التي أصرت على “آخر ساعة”لإلقاء نظرة خاطفة على البنايات الهشة بأنهم يخشون انهيار منازلهم في أية لحظة ودون سابق إنذار. وفي ظل الوضعية الكارثية للبنايات أقدم أصحابها على إيداع ملفاتهم على حد قولهم لدى الجهات الولائية المسؤولة على أمل الحصول على سكن اجتماعي لائق غير أن الإفراج عن القائمة الاسمية للمستفيدين من حصة 100 مسكن كشفت عن أن يتامى وأبناء الشهداء غير معنيين. يتامى، أبناء شهداء والورثة غير معنيين بقوائم المستفيدين كشفت الزيارة الميدانية التي قادت “آخر ساعة “ على حي سيبوس أن هناك يتامى، أبناء شهداء وورثة غابت أسماؤهم عن الحصة التي تم الإفراج عنها مؤخرا، في وقت استفادت فيه عائلات أقل ضررا، الشيء الذي لم تهضمه هذه العائلات التي فجرت سلسلة من الاحتجاجات الساخطة تستنجد من خلالها بالمسؤولين لانقاضهم من الجحيم بإعادة النظر في القائمة التي تم الإفراج عنها، علما أن “آخر ساعة” قد وقفت فعلا على أسر يتيمة يبكي لحالتها أصحاب القلوب الرحيمة. كما وقفت في زيارتها على بيوت تعيش تحت سقفها الواحد 04 عائلات والأكثر من ذلك هناك 14 عائلة تعيش وسط بناية واحدة تتقاسم رواقا واحدا ومرحاضا مشتركا، هذا وألقينا نظرة على منازل أبناء الشهداء ممن لم يسعفهم الحظ في الاستفادة والذين وجدناهم في حالة يرثى لها وسط بنايات هشة يخشون ألا يستيقظوا من نومهم يوما فيعثر عليهم جيرانهم جثثا هامدة تحت الأنقاض وعليه يطالب المقصيون من يتامى، أبناء شهداء الورثة وكذا أصحاب البنايات الفوضوية وممن يقطنون ببيت بحصة 300 مسكن جديدة لصالح كامل المتضررين. سكان جوانو يطالبون بحصة 300 مسكن طالبت العائلات المقصاة الجهات الإدارية المسؤولة بمنحهم حصة جديدة زيادة على الحصة المفرج عنها تقدر ب ب 300 مسكن جديد ذات الصيغة الاجتماعية نظرا للوضعيةة الكارثية التي آلت إليها بناياتهم الهشة والتي تفتقر أدنى ضروريات العيش الكريم مهددين بالتصعيد من لهجتهم في حال عدم الاستجابة لمطلبهم وذلك بتفجير أنابيب الأمونياك، كما طالب ذات المتضررين بإيفاء لجان للتحقيق في القوائم التي تم الإفراج عنها في وقت سابق والتي جرت تظاهرات واعتصامات وفجرت سلسلة من الاحتجاجات الساخطة . وفي هذا الإطار كشف لنا السكان ممن إلتقيناهم خلال جولتنا بأن المسؤولين قد وعدوا أصحاب البنايات الفوضوية والبالغ عددهم 50 عائلة بتقديمهم حصة كاملة على أن يتم تهديم بناياتهم غير أن القائمة وإن كانت تتضمن حصة 50 مسكنا لفائدة سكان الفوضاوي حسب ما صرح به المسؤولون إلا أن الواقع مغاير حيث أن أصحاب الفوضاوي لم تستفيد من بينهم سوى 20 عائلة في حيث حصة 30 المتبقية سلمت لعائلات تنحدر من مناطق أخرى وعليه فيستوجب حسب الثائرين إعادة النظر في القائمة وإنصافهم. الجدير بالذكر أن “آخر ساعة” وقفت على وقائع أخرى منها حالة رجال بلغوا سن ال 50 دون زواج بسبب أزمة السكن الخانقة، حيث انطفأت شموع الفرح وقرع الطبول وسط عشرات البيوت لتكون العزوبية واقع لا مفر منه، هذا وهناك عائلات فقيرة وأخرى تعاني انتشارا كاسحا للفئران على أنواع مختلفة من فئران بيوت وجرذان الصرف الصحي والتي أضحت على “حد تعبير السكان أنيسا لهم يرافقهم أينما كانوا عليه ولإطفاء فتيل الاحتجاجات والتي استمرت قرابة الأسبوع على السلطات إعادة النظر في القائمة والعمل على بعث لجان للوقوف على العائلات المتضررة فعلا. عمارة فاطمة الزهراء