فرضت السلطات الأمنية الموريتانية، ما أصطلح على تسميته ب "منطقة أمنية وعسكرية" يقودها جيش البلد على طول المنطقة الحدودية المشتركة مع الجزائر ومالي. موازاة مع قرار سابق تبنته خمس دول متحدة من بينها الجزائر، و مفاده تخصيص وتجهيز قوة نظامية متكونة 25 ألف مقاتل منهم 22 ألف جندي من جيوشها لمجابهة القاعدة في الصحراء. وأكد أمس، العقيد محمد الأمين ولد الطالب مدير المكتب الثالث بقيادة أركان الجيش المكلف بالعمليات العسكرية، في مؤتمر صحفي، بأن قيادة الأركان الموريتانية "فرضت منطقة عسكرية وأمنية جديدة"على الحدود مع كل الجزائر ومالي تحدد نقاط العبور الإلزامية للأشخاص والسلع وتوفر ممرا إجباريا بهدف منع مرور عناصر القاعدة النشطين في الصحراء، وحصر المرور على قناة واحدة لا يمكن تجاوزها إلا بالمجازفة بإطلاق النار، حيث تقوم الوحدات المرابطة هناك بفتح النار على كل من يتخذ مسلكا غيرها. وسار القرار الموريتاني في نفس التوجه الذي عبرت عنه السلطات الجزائرية من خلال تشديد الرقابة على المناطق الجنوبية الصحراوية، خاصة ما تعلق بمناطق الحدود مع مالي والنيجر وموريتانيا خشية أن تتحول إلى معبر لعناصر القاعدة وإمدادها بالسلاح. ويصادف المرر الجديد المفروض من قبل الجيش المالي، وجود نقاط مراقبة مشددة سبق للجيش الجزائري أن رساها في المنطقة؟ وتدخل الإجراءات الأمنية الجديدة المشددة، في سياق الخطة التي اعتمدتها الجزائر بمعية مالي وموريتانيا والنيجر وليبيا و المشكلة من ستة بنود لمواجهة قاعدة المغرب في الساحل والصحراء، وتتضمن الخطة تخصيص وتجهيز قوات قوامها 25 ألف مقاتل . وكان عسكريون وضباط أمن من الدول الخمس، اجتمعوا قبل عدة أسابيع في العاصمة اللّيبية طرابلس، واقروا الخطة الأمنية بغرض التصدي للجماعات الإرهابية والإجرامية في الساحل. بينما أعدت الدول الخمس قاعدة بيانات موحدة تتضمن كل المعلومات المتاحة حول إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة، ومناطق تحركها في الساحل، بهدف مطاردة الجماعات الإرهابية العابرة للحدود. وتأتي هذه التدابير، موازاة مع تهديد تنظيم القاعدة بنقل عملياتها إلى جنوب الساحل، وبالأخص إلى نيجيريا انتقاما لمقتل مئات المسلمين، في الحرب الطائفية. وحرَض مسلمي البلاد على محاربة النظام الحاكم، وندد بالعلماء المسلمين بدعوى أنهم يستنكرون خطف رعايا غربيين ''بينما نراهم صما بكما أمام مقتل مئات المسلمين''. ودرجت الجماعات الإرهابية لاستغلال المثلث الحدودي الرابط بين الجزائر ومالي والنيجر للفرار من مطاردة، وقد نجا الإرهابيون مرات عديدة من التصفية بعد اختراق الحدود بين الجزائر ومالي والنيجر. وتقع جيوش الدول الخمسة دائما في مشكلة استحالة مواصلة المطاردة إلى ما وراء الحدود ليلى/ع