و ذلك بإطلاق صفارات السيارات والجلوس على حواف توافذ السيارات والهتاف والتهليل بالإضافة إلى سلوكات خطيرة حولت هذه المواكب إلى كابوس حقيقي لدى الكثيرين بسبب الإزعاج الذي تحدثه و كذا الحوادث المترتبة عن ذلك و التي تحولت على إثرها العديد من الأفراح إلى مأتم بسبب المناورات التي يقوم بها السائقون، متجاهلين تلك العواقب الوخيمة . لم يعد الاحتفال بالزفاف شبيها بالكيفية التي كان أهل العروسين يحتفل بها في السابق، حيث كان الأحباب والأصدقاء آنذاك يكتفون في طريقهم لإحضار العروس من بيت أهلها بإطلاق الصفارات تعبيرا عن الفرحة و الإعلان عن الزواج أمام الجميع، وبمرور السنين وعلى وقع التغيرات التي يعرفها العالم بأسره تغيرت الأفكار تغيرا جذريا لدى الكثير من الشباب الذين يرون أن الطريقة القديمة للاحتفال بالزفاف لم تعد كافية ولم تعد ترقى لمستوى الحدث ولا يمكنها أن تعكس درجة الفرحة الحقيقية.ينتظر الكثير من الشباب موكب الزفاف على أحر من الجمر معتبرين إياه فرصة ذهبية لا تعوض يستغلونها للترويح عن أنفسهم، حيث يحولون ذلك الموكب إلى تظاهرة استعراضية حقيقية شبيهة باستعراضات الاحتفال بالمناسبات الوطنية أو بحدث رياضي حتى أنهم يلفتون انتباه الجميع بما يقومون به على الطريق ، فلم يعد يكفيهم إطلاق صفارات السيارات في موكب العروس بل أصبح ضروريا بالنسبة لهم أن يهتفوا ويهللوا و يقوموا بجولات الذهاب والإياب على مستوى حي العريس وأكثر من هذا ففرحتهم باتت تدفعهم للقيام بتصرفات خطيرة كالجلوس على حافة نافذات السيارات و زيادة على كل هذا منهم من توجه مؤخرا إلى فكره تزويد موكب الزفاف بالدراجات النارية كأنك تشاهد أمامك موكبا دبلوماسيا أو فيلما سينمائيا، والأخطر من كل ما يحدث في هذه المواكب،وإضافة إلى الإزعاج والقلق الذي يحدثه هذا الموكب جراء الصفارات والتهليل و الصراخ المستمر تلك المناورات الخطيرة التي يقومون بها وكأنهم في سباق للسيارات ،هذه الظاهرة التي باتت تطبع مواكب الأفراح في بلدنا غالبا ما تؤدي إلى نتائج وخيمة كأن تسجل حوادث مرور تسجل على إثرها وفيات أو إصابات في أوساط الموكب و كذا لمواطنين لا علاقة لهم به سوى أنهم مروا بالقرب منه .وتحكي السيدة عائشة عما وقع لأحد أفراد عائلتها بمدينة تيجلابين شرق ولاية بومرداس وهو كما وصفته شاب جد متهور حيث قالت « بعدما ركبت العروس السيارة انطلق الموكب عائدا من بومرداس باتجاه بلدية تيجلابين وكلنا فرحة وسرور على نغمات صفارات السيارات ،لكن بعد لحظات تفاجأنا بتوقف السيارات ، ولذا استفسارنا عن السبب أخبرونا أن رضا ابن خالتي قد وقع من السيارة وسقط مغشيا عليه، وقد نقلناه على وجه السرعة إلى المستشفى أين قدمت له الإسعافات اللازمة و طمأنونا بأنه سليم ومعافى « لتضيف « لقد احتبست أنفاسنا و تحول العرس إلى شبه مأتم وأوقفنا الحفل إلى أن أخبرونا أنه استيقظ وأنه لم يحدث له أي شيء وبأنه في طريقه إلى القاعة «، وتنصح هذه السيدة قائلة « على الشباب عدم التهور لأن هذا يجعلهم وأهاليهم يدفعون الثمن غاليا ويكفيهم التهليل والهتاف وهم داخل السيارات».و مؤخرا وعلى مستوى بلدية زموري مر موكب زفاف اعتقد الناس أنه موكب احتفال بمناسبة وطنية ، بحيث عمد أصحاب الموكب وهم شباب إلى الذهاب والإياب في الحي مرات عديدة ، والجلوس على حافة نوافذ السيارات والتهليل غير آبهين إذا كان هذا الاحتفال بهذه الطريقة المبتكرة ستتسبب في إزعاج الناس وإخراجهم عن صمتهم ، حيث تقول إحدى السيدات في هذا الإطار» إن زوجي ضاق من تلك الهتافات والاحتفال بتلك الطريقة و بلغت درجة غضبه إلى الخروج إلى الشرفة والشروع في الصراخ ومطالبتهم بالصمت و الكف عن إحداث تلك الضجة سيما وأن ابني الرضيع كان مريضا « لكن مثلما ذكرت السيدة « لم يكثرتوا لصراخ زوجي واستمروا في هتافاتهم و إزعاج الحي في الذهاب و الإياب و فجأة وقع أحد الشباب من النافذة أرضا و لحسن الحظ فإن المكان لم يكن على الطريق السريع والسرعة لم تكن مفرطة وإلا لكانت النتيجة وفاة الشاب لا محالة « لتضيف قائلة « لسنا ضد الاحتفال بالزفاف لكن على الشباب احترام الآخرين و مراعاة أوضاعهم وعدم المبالغة لأنه يفقد الزواج طعمه ويضايق الناس وقد يدخلهم في متاهة هم في غنى عنها».نفس الشيء عرفه أحد أحياء بلدية حمادي أين أثار موكب الزفاف فضول الجميع حيث خرج السكان مسرعين لمعرفة سبب التظاهرة ليتفاجأوا بسيارة العروس و الدراجات النارية تدور حولها بصورة تثير الكثير من الدهشة و الاستغراب ، سيما تلك المناورات الخطيرة التي كان يقوم بها أصحاب الدراجات النارية والتي كانت مخالفة قانونية واضحة ، ما دفع برجال الشرطة إلى التدخل وتوجيه عقوبة للشاب مرتكب المخالفة و بسبب هذه الحادثة تحول الاحتفال بالزفاف في لحظة طيش شباب إلى مشكل حقيقي مع رجال الأمن. رامي ح