في حين قتل شخص طعنا بخنجر في البطن وأخر في القلب . وقد كشفت التقارير المنجزة من قبل القائمين على مصلحة الطب الشرعي بمستشفى ابن رشد الجامعي بعنابة عن أرقام مخيفة لعدد الجرحى الذين توافدوا عليها يومي الأحد والاثنين المنصرمين أين استقبلت المصلحة ما لا يقل عن 150 مصابا بجروح متفاوتة الخطورة ، وهو ما وقفت عليه فعلا «آخر ساعة» خلال الزيارة التي قادتها يوم الأحد المنقضي إلى المستشفى أين شهدت تقدم أزيد من 80 شخصا ابتداء من الساعة الثامنة إلى غاية منتصف النهار فقط لإجراء الفحوصات. هذا وقد أفادت ذات التقارير بخصوص باقي أيام الأسبوع تسجيل أعداد تتراوح ما بين 30 إلى 60 شخصا متوافدا على المصلحة في اليوم الواحد ، حيث تستقبل كل يوم ثلاثاء ما لايقل على 40 مصابا ليرتفع يوم الأربعاء إلى حدود 60 جريحا ليصل يوم الخميس إلى حدود 80 شخصا. كل هذا في ظل غياب لغة الحوار، والتي جعلت من العنف والقوة السبيل الوحيد للتواصل بين الكثير من الأشخاص خلال هذا الشهر الفضيل الذي انتشرت فيه الاعتداءات والمواجهات كالفطريات وتوسعت رقعتها من وسط الشوارع والأسواق إلى داخل الإدارات والدوائر والبلديات لتحولها إلى حلبات للمصارعة وتبادل اللكمات بعد احتدام الملاسنات والمشادات الكلامية التي تنشب عادة لأسباب تافهة و تنتهي بشهر أسلحة محظورة من خناجر وسيوف بمختلف أحجامها وأنواعها ومنه توجيه طعنات غادرة و ضربات موجعة للخصوم ، يأتي هذا في وقت ينصب فيه بعض الأشخاص أنفسهم قصاصين دون ضوابط قانونية لاسترداد حقوقهم أو ثأرهم وإطفاء شعلة غضبهم ما يسفر في كل مرة عن إصابة أعدادا متفاوتة في صفوف الأشخاص محل الخلاف والشجار والذين يحولون عادة إلى مصلحة الاستعجالات لتلقي الإسعافات ومنه إلى مصلحة الطب الشرعي لإجرائها الفحوصات اللازمة وتسليمها الشهادات التي تحدد العجز الطبي لرفعها إلى الجهات الأمنية والقانونية لإثبات الوقائع ومنه متابعة المعتدين ، باعتبار أن الجرائم المرتكبة في حق الأشخاص تشترط لقيامها وجود شهادة طبية محررة من طرف الطبيب الشرعي لأن الشهادة المقدمة من قبل الطبيب الخاص لا يعتمد بها من الناحية القانونية . في الصدد ذاته وضح القائمون على مصلحة الطب الشرعي ل «آخر ساعة» بخصوص الاكتظاظ الكبير المسجل على مستواها يومي الأحد والاثنين بأنه أمرا طبيعي مقارنة بالعطلة الأسبوعية ، في حين انه من غير الطبيعي استقبال 85 إلى 90 بالمائة من بين المتوافدين ضحايا اعتداءات الضرب والجرح العمدي ، فيما تمثل نسبة 10 إلى 15 بالمائة المتبقية ضحايا حوادث المرور وحوادث العمل وغيرها وبهذا توضح هذه القائمة من الأرقام السوداء واقع العنف بشوارع عنابة وذلك على الرغم من الرقابة الأمنية الدائمة ،، الجدير بالذكر أن الولاية قد شهدت منذ حلول شهر الصيام سقوط ضحيتين طعنا . عمارة فاطمة الزهراء