في واجهة المحلات و على الأرصفة أينما توجهت فإن الأدوات المدرسية معروضة للبيع فقد تكدست هذه الأخيرة في كل مكان طالبة المشتري الذي يجهل مصدرها و مكوناتها و يضطر نظرا إلى سعرها التنافسي لإقتنائها ظنا منه أن العيب قد يكمن فقط في جودة المنتج و عمره . في الوقت الذي يدق فيه ناقوس الخطر في دول أخرى بالنسبة لهذه المنتجات التي لا زالت توجه إلى البلدان النامية على غرار الجزائر هذه الاخيرة التي لم تستحدث بها بعد هيئات من شأنها الكشف عن المنتجات التي تحوي مواد تضر بصحة المستهلك فكيف إن تعلق الأمر بالأطفال الذين تهددهم الأدوات المدرسية التي تسبب أمراضا خطيرة قد تظهر على المدى القريب او البعيد لأنها تصنع من مخلفات ومواد بدائية وأولية جدا وهذا بسبب تدني أسعارها بشكل كبير و هو الأمر الذي اكدته لنا الدكتورة وهيبة صالحي أن هذه الأدوات من شأنها خلق عدة تعقيدات بالنسبة للأطفال سيما انه لم يلتزم بالمعايير القانونية اثناء صناعتها و هو ما يشكل خطورتها مضيفة في ذات السياق ان أضرارها عادة لا تكون ظاهرية إلا إذا تعلق الأمر ببعض الأمراض الجلدية سيما ان الجلد يرتبط بطريقة مباشرة بتلك الأدوات المدرسية وانه يمثل جهاز المناعة الأول والحماية للجسم فبتعرضه لأدوات كيماوية ضارة ستسبب له التهابات وحساسية وتشققات تتطور على المدى البعيد إلى سرطان الجلد كل ذلك بسبب المواد الأولية التي تصنع منها تلك الأدوات والتي عادة ما تكون مجهولة . وتتابع بقولها إن الضرر يتضاعف لدى الأشخاص المصابين بالأكزيما أو من لديهم حساسية مزمنة، فبسبب السعر الزهيد يعالج الشخص نفسه من مرض يصاحبه طيلة حياته. لأن أغلب أضرار هذه المواد تبدو على المدى البعيد نظرا لإحنوائها على مكونات خطيرة تتغلغل في جسم الإنسان و تخلق لديه مشاكل يجهل في الغالب مصدرها . فعجينة اللعب التي تقدم للأطفال في أعمار متقدمة تحوي على مواد سامة على غرار شب البوتاسيوم الذي غالبا ما يندرج ضمن مكونات عجينة اللعب رخيصة الثمن و التي من شأنها ان تسبب التسمم إذا قام الطفل بإبتلاعها خطآ و غيرها كثيرة هي الأدوات التي تغزو السوق الجزائرية و لا تتوافق مع المعايير الدولية كاأقلام و عبوات الحبر الخطير، كالأقلام الرصاص والتلوين ،الطباشير و هي غالبا ما توضع في أفواه الأطفال و يقومون في غالب الأحيان بإبتلاع أجزاء من مكوناتها .من جهة اخرى تجدر الإشارة أن الأدوات المدرسية المضرة التي تغزو الأسواق الجزائرية ليست أغلبها مستوردة و لكن نسبة كبيرة منها مرتبطة بالتقليد الذي ينتشر بشكل كبير على مستواها سيما في ظل غياب جهات رقابية تعمل على قمع مثل هذه التجارة . طيار ليلى