وتعددت نسب التقدم والتطور وعرضت القيم المالية الضخمة التي خصصت لبرامج التنمية وكأن هذه الولايات عبرت إلى نطاق المدن النامية. وانطلقت يوم أمس بقصر الثقافة محمد بوضياف بعنابة، أشغال اللقاء التشاوري حول التنمية المحلية برئاسة محمد صغير باباس، والتي خصت الولاة والمنتخبين المركزيين و المحليين لخمس ولايات أقصى الشرق عنابة الطارف قالمةسوق أهراس وسطيف أين عرض الولاة صورة ايجابية لمستوى التنمية المحلية رغم تطرقهم في بعض الأحيان إلى النقائص التي سجلت من طرف مصالحهم، وبدأ والي سوق أهراس الذي قدم أرقاما مرضية بمختلف القطاعات حيث كشف مثلا أن الولاية تنتج ما لا يقل عن 61 مليون لتر من الحليب و1.8 مليون قنطار من القمح وان هذه الأرقام تمثل ضعف التي سجلتها الولاية قبل 10 سنوات وأكد ان الولاية تتمتع بمساحات غابية واسعة يمكن استغلالها في عدة مشاريع تنموية وتحدث عن القيمة السياحية التي تزخر بها الولاية كالاثار الرومانية بخميسة مادور وتاغاست، وفيما يخص عيوب التنمية لم يذكر المسؤول المحلي الأول سوى نقائص في القطاع الصحي وتحدث عن الحالة المتدهورة لمستشفى سوق أهراس وسدراتة كما طالب بحلول حول النقص الفادح في الأطباء لاسيما المختصين منهم. أما والي قالمة على غرار زميله عرض أيضا أرقاما ونسبا مرتفعة للتقدم والتطور الذي شهدته الولاية وتحدث عن نقص في الغلاف المالي المخصص لترميم الطرقات وعن تعطل مشروع مرور الطريق السيار بالولاية مما سيدفع لا محال بعجلة التنمية إلى الأمام، كما تحدث المسؤول المحلي على مصنع الخميرة ببوشقوف الذي أغلق منذ سنوات، وفي مداخلته كشف المسؤول عن بعض العراقيل التي تكبح عملية منح الصفقات للمؤسسات من أجل انجاز المشاريع المحلية وطالب بدراسة بعض الضرائب وتقليصها لتشجيع الاستثمار. من جهته قدم والي الطارف صورة أقرب للحالة المتدهورة التي تتسم بها مختلف الولايات وطرح نقائص تشهدها جل القطاعات الإستراتيجية ونقائص اجتماعية كنقص المرافق الترفيهية في الولاية التي تزخر بطابعها السياحي، كما تحدث في جانب المشاريع عن انعدام المهندسين في مديرية القطاع وكشف أن المهندس الوحيد في الإدارة التنفيذية هو مدير الأشغال العمومية والذي حسبه لا يستطيع الإشراف على انجازات مصالحه دون مساند حاشية مؤهلة لذلك. وبالنسبة لولاية تبسة فقد تحدث المسؤول المحلي الأول عن اتسام أغلب البلديات بالطابع الريفي وشبه الحضري والتي ما زالت تحتاج إلى إعانات الدولة لتنميتها وافتخر بتجسيد مصالح بلدياته لطريقة الكترونية حديثة في استخراج الوثائق الإدارية كما كشف المسؤول أن الولاية وزعت ما لا يقل عن 3500 سكن دون تسجيل أي مشكل أو فوضى ورجح أن ذلك كان بفضل وسائل لوجيستيكية وبرنامج إعلام آلي تم استعماله في تعيين قائمة المستفيدين. ولم يعرض والي عنابة سوى بعض الصفات التي تتميز بها لؤلؤة الشرق دون تقديم أرقام أو نسب وتحدث عن الآفات الاجتماعية المتفشية كالسرقة والاعتداءات وتطرق بصفة مختصرة جدا لظاهرة الحرقة واضعا كل آماله في إستراتيجية السلطة التنفيذية المركزية وفي برنامج رئيس الجمهورية على ضوء الإصلاحات الأخيرة لتنمية محلية شاملة ومستدامة.وفي كلمة ذكر باباس بأن الهدف الأول من هذه اللقاءات هو الإصغاء إلى انشغالات وتوصيات ممثلي الجماعات المحلية بشأن تنمية مناطقهم وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لسكان هذه المناطق حيث تناولت مداخلة رئيس الكناس تقييما أوليا لما لمحه مبعوث رئيس الجمهورية وسجله من مشاكل تطرح على المستوى المحلي والتي كانت أهمها المركزية المفرطة التي يتسم بها نظام الحكم في الجزائر ، من غير المعقول أن يتم إنزال المشاريع القطاعية من العاصمة دون اخذ بعين الاعتبار أراء وملاحظات الجهاز التنفيذي المحلي ، كما انه من التناقض أن يكون الوالي والجماعات المحلية في نفس الوقت سلطة وصية وسلطة لامركزية ، يجب التفكير في رؤية أخرى لنظام الحكم في الجزائر يحقق توازنا بين التخطيط وتحرير زمام المبادرة المحلية يقول محمد الصغير باباس طالب فيصل