تحاول الحكومة استغلال الوضع الاقتصادي الهش الذي تتخبط فيه معظم الدول الأوروبية جراء الأزمة المالية، من خلال وضع ميكانيزمات من شأنها الدفع بالتنمية الاقتصادية الوطنية، حيث يحاول منذ أيام سفراء ودبلوماسيون وحتى وزراء وخبراء اقتصاديون، دراسة سبل الاستثمار في أوروبا وشراء مؤسسات أوروبية متضررة سبب هذه الأزمة. حيث شكلت فرص الاستثمار و الشراكة في الجزائر المتاحة في إطار المخطط الخماسي 2010-2014 و التشريع الخاص بذلك محور لقاء بروما ضم سفير الجزائر بايطاليا السيد رشيد معريف بالصناعيين الايطاليين، من أجل تقديم صورة عن قدرات الجزائر المالية التي من شأنها المساهمة في مساعدة الاقتصاد الأوروبي المتدهور حاليا. من جهته عرض عبد اللطيف بن اشنهو اقتصادي و وزير سابق للاقتصاد و المالية منذ يومين بباريس الخطوط العريضة للاقتصاد الجزائري أمام متعاملين وطنيين و فرنسيين. و لدى تدخله في إطار الملتقى الاقتصادي الذي نظمته قنصليات الجزائر بنانتيرو بانتواز تحت شعار «من اجل شراكة اقتصادية حقيقية بين الجزائر و فرنسا» قال بن اشنهو أن قطاع المحروقات في الجزائر يتطلب دعما على مستوى فرعه البترولي لأنه كما أوضح «يجب أن نكتشف موارد جديدة و هو مشروع لا ينجز بالخطابات فقط بل بالالتزام و العمل». كما ذكر المتدخل قطاع البناء و الأشغال العمومية الذي يبدو «مزدهرا» بما أن الدولة شرعت في استثمارات كبرى في مجال انجاز منشات الطرقات و السكن مبرزا بان الأمر يتعلق بقطاع ضعيف من الناحية الهيكلية حيث حجم المؤسسات بقي جد محدود و تنظيمها و تسييرها جد هش. و أبدى استغرابه لكون فرنسا «التي لها تقاليد قديمة في قطاع البناء لم تبادر بشراكات بين مؤسساتها والمؤسسات الجزائرية». وفي نفس السياق اكد الوزير الدولة البريطاني لدى الخارجية المكلف بالطاقة و التجارة لورد هوال أن استقرار الجزائر بالمنطقة اصبح «عاملا حاسما» في التطور القوي للعلاقات بين المملكة المتحدة و الجزائر.في تصريح لوأج أكد هوال الذي يقوم منذ أمس بزيارة إلى الجزائر تدوم يومين أن «العدد الهائل من الوفود البريطانية التي زارت الجزائر خلال السنة يعكس ليس فقط مدى جاذبية السوق الجزائرية لرجال الأعمال البريطانيين بالنظر إلى غناها بالمحروقات و انما خاصة الاستقرار الذي تتمتع به الجزائر في المنطقة «. وكشف الخبير الاقتصادي ونائب رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي مصطفى مقيدش عن استراتيجية جديدة تبنتها الحكومة من خلال شراء مؤسسات أوروبية تعاني من الأزمة، باعتبارها فرصة استثنائية للانقضاض على هذه الشركات بأسعار أسهمها المنخفضة، خاصة وأن الجزائر تزخر بسوق كبير وبرمجت مشاريع ضخمة من شأنها إعادة بعث الروح لهذه الاستثمارات الجديدة. وأضاف في هذا الصدد أن الجزائر تتناقش حاليا لشراء مؤسسات برتغالية، في مختلف المجالات خاصة في الصناعة وقطاع الزراعة التغذوية. طالب فيصل