يحتضن فندق الأوراسي يومي 12 و13 ماي القادم الملتقى الدولي الخامس للمالية، وذلك بمشاركة أكثر من 300 خبير مالي واقتصادي وطني وأجنبي فضلا عن مسؤولي البنوك والمؤسسات المالية وممثلي الهيئات المالية الإقليمية والدولية وعلى رأسها البنك العالمي وصندوق النقد الدولي والبنك الإفريقي للتنمية. وسيتناول هذا اللقاء الدولي الهام، الذي يشرف على تنظيمه منتدى الكفاءات الجزائرية المقيمة بسويسرا، أسباب وخلفيات وآثار الأزمة المالية العالمية على المنظومة المالية العالمية وعلى اقتصاديات مختلف الدول، كما سيناقش الخبراء والاقتصاديون ومسؤولو المؤسسات المالية دور الدولة في معالجة الأزمة المالية ومختلف الأخطار وإلى أي حد يمكن للسلطات العمومية التدخل لإنقاذ المؤسسات المالية المهددة، انعكاسات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الوطني، وعلى إصلاح النظام البنكي وما هي استراتيجية تسيير برامج التنمية في مرحلة الأزمة العالمية وكذا فرص الاستثمار والشراكة في هذه الفترة والدروس المستخلصة من الأزمة من أجل وضع سياسة التسيير المالي للموارد البترولية وتجربة تسيير الموارد المالية من خلال الصناديق السيادية. وفي هذا الصدد سيعكف الخبراء حسب الوثيقة التي تحصلت"المساء" على نسخة منها على معالجة جملة من المواضيع الحساسة منها الإدارة المالية الرشيدة ودور البنوك الجزائرية في إنعاش المنظومة المالية وتطوير الاقتصاد فضلا عن قضية العمل الإداري الحديث للبنوك، كما ستحظى مواضيع الأخطار البنكية وإدارة الأنظمة المعلوماتية للبنوك والمصارف ومؤسسات المال وكذا القواعد الأساسية للبنوك الإسلامية باهتمام المشاركين. ونظرا للارتباط الوثيق بين بروز الأزمة المالية وتراجع أسعار النفط، حيث أن تباطؤ النمو الاقتصادي لم يشجع المستثمرين على الاستثمار تم إدراج هذا المحور الأساسي ضمن المواضيع التي ستحظى بالدراسة والبحث من قبل الخبراء الوطنيين والأجانب ومن وزراء قطاعات معنية مباشرة بتداعيات الأزمة المالية على الاقتصاد الوطني مثل وزير المالية ووزير الطاقة والمناجم، وسيكون المنتدى فرصة لهؤلاء لعرض وجهة نظر الحكومة حول التطورات التي عرفتها الأزمة ومدى انعكاساتها السلبية على بعض فروع الاقتصاد والأدوات العملية التي بحوزة الحكومة لمواجهة أي طارىء قد يمس الاقتصاد الوطني سواء من حيث تمويل المشاريع المدرجة في المخططات السابقة أوتلك التي ستعرف النور في إطار المخطط الخماسي القادم الذي رصدت له الدولة 150 مليار دولار. وفي هذا الصدد سيعرض وزير المالية، السيد كريم جودي، الذي سيشرف أيضا على افتتاح فعاليات المنتدى الدولي الخامس للمالية مداخلة حول الجزائر والأزمة المالية العالمية، كما يتطرق وزير الطاقة والمناجم، السيد شكيب خليل، إلى الأزمة المالية العالمية والأزمة الطاقوية وما هي الإستراتيجية والآفاق بالنسبة للجزائر. وسيخصص جانب من النقاشات للبنوك ومؤسسات التأمين من خلال التطرق الى عدة جوانب منها حصيلة مقارنة حول ترقية النظم البنكية في البلدان المغاربية، التسيير الإداري العصري للبنوك، وتسيير أخطار هذه الأخيرة، نظم الإعلام البنكي، التسيير الذكي وانعكاساته في إدارة الأعمال، المالية الإسلامية وتحليل التجارب العالمية وصناعة التأمين والتحديات الجديدة. يذكر أن الملتقى سيشارك فيه خبراء وأخصائيون من سويسرا، فرنسا، المغرب بالإضافة الى أساتذة جزائريين في جامعات أجنبية كالولايات المتحدةالأمريكية، حيث ينتظر ان يتوج الملتقى الذي ستنظم خلاله خمس ورشات بتوصيات هامة.