أدى الإهمال و الغياب التام للعناية و المراقبة الطبية بمصلحة التوليد للمستشفى الجامعي إبن رشد إلى وفاة رحمة دقائق بعد معانقتها الحياة. تعود تفاصيل الحادثة إلى السابع عشر من الشهر الجاري عندما تقدم الأب عبد الحق إلى المصلحة السالف ذكرها على حوالي الساعة الثالثة صباحا رفقة زوجته وفاء التي كانت في المرحلة النهائية للوضع بالرغم من ان الطاقم الطبي لذات الليلة اكدوا لهما أنها لن تلد إلا بعد يومين في حين إستدعت حالتها العودة إلى المشفى حيث بدأ المولود في الخروج للحياة بعد ساعات من الألم لكن عدم قدرة الطاقم الطبي على السيطرة على الوضع بسبب وزنه الكبير الذي تجاوز 4 كلغ جعلهم يلجؤون إلى العملية القيصرية في منتصف عملية الولادة الطبيعية دون علم الأب بالموضوع هذا الأخير الذي إضطر للعودة إلى البيت بعد ان اعلم أن الوالدة رفقة المولود بخير كما تأكد على صحتهما عبر مهاتفة المشفى حوالي الساعة العاشرة صباحا بعد ان عجز على الإتصال بزوجته لأن هاتفها قد سرق بالمكان و ذلك ما إكتشفه فيما بعد عندما قام الزوج بالإتجاه نحو المشفى مقتادا بإحساسه للإطمئنان و هو الأمر الذي اكده له احد العاملين بالمصلحة طالبا منه وثيقة إثبات الهوية و حقيبة ملابس الطفل لأجل إستلامه حيث بقي ينتظر لمدة ساعة و نصف حين قدم أحد معارف عبد الحق الذي يسرد تفاصيل القصة المأساوية معبرا أنه صعق عندما قدم صديقه حاملا الحقيبة و أرجعها له و اخبره أن مولوده قد فارق الحياة دون ان يقدم تفسيرات عن الأسباب انصدم عبد الحق بهذا الخبر الذي حول حلمه إلى كابوس فعلى الرغم من كون جميع التقارير الطبية تؤكد ان صحة الجنين و الأم بصحة جد جيدة إلا أنه فقد طفلته التي لم تتمكن من دخول العالم بسبب الإهمال و عدم الإهتمام الذي لاقته الزوجة من طرف الطاقم المناوب لتلك الليلة هذه الأخيرة التي لازالت في حالة نفسية سيئة سيما انها عايشت لحظات القرار غير المسؤول بتحويلها للعملية القيصرية بعد إجتيازها مرحلة متقدمة من الولادة ما أدت إلى إختناق الجنين تحت تأثير المخدر و ذلك فقط لأن الطاقم عجز عن الإشراف على الولادة العادية بعد ملاحظتهم ان وزن المولود غير المعتاد عليه . هذه التفاصيل التي جعلت الوالد يقوم برفع دعوى لدى وكيل الجمهورية بمحكمة عنابة في 21 من الشهر الجاري ضد رئيس أطباء و قابلات مصلحة التوليد المناوبين في الفترة السالف ذكرها بمستشفى إبن رشد مطالبا من الجهات المعنية التحقيق معهم في تهمة الإهمال و القتل الخطأ.