عرفت ولاية عنابة خلال السنوات الأخيرة تراجعا رهيبا للمساحات الخضراء بفعل زحف الإسمنت المسلح على العديد من المناطق الخضراء التي تحولت أمام فوضوية التعمير إلى مناطق عمرانية وأراض مخصصة للبناء كما هو الحال بحي أول ماي الذي كان في السابق منطقة خضراء بامتياز. في حين يمكن استغلالها فعليا كمساحات خضراء و بالرغم من أن العديد من هذه المساحات تابعة لأملاك الدولة لكنها في مدة قصيرة تحولت إلى مباني و عمارات قضت على النشاطات المتعلقة بها على غرار الزراعة و تربية المواشي التي أضحت في الآونة الأخيرة غائبة كليا فتخلى أغلب الناشطين عنها هؤلاء الذين و قد عبر مجموعة من الذين لازالوا يزاولون هذه النشاطات عن قلقهم إتجاه تقدم الإسمنت السريع الذي يهدد مصادر رزقهم مبينين أن الطريق الرابطة بين عنابة و سكيكدة كان في السابق جله أراضي زراعية مستغلة لكنها حاليا أضحت شبحا يدعى الإسمنت بحيث هجر المنطقة جل العاملين في الفلاحة و تقلص عدد مربي المواشي و الفلاحين الى النصف في مدة قصيرة جدا نظرا لتضرر نشاطاتهم و تقلص هامش الربح متأثرين بتقلص المساحات الزراعية التي أثرت على النشاط الفلاحي من جهة و تربية المواشي من جهة أخرى حيث إضطر الناشطون بهذه الأخيرة على تقليص عدد الرؤوس تدريجيا الى غاية اندثارها كليا فعلى الرغم من ان الأراضي التي كانوا ينشطون بها خصبة و كانت تربتها سابقا تنتج ثروات جمة إلا ان تدني مدخولها ادى بهم في نهاية الأمر الى هجرانها مجبرين تحت رحمة السياسات المتبعة من طرف الدولة التي تغيب عنها ثقافة المساحات الخضراء والتي فضلت غالبا إستثمار المباني على الأراضي الفلاحية و لا زال سيناريو التخلي عن هذه المساحات الصالحة للزرع متواصلا ما جعل العديد من سكان هذه المناطق يناشدون السلطات المحلية عبر أسطر جريدة آخر ساعة لوقف زحف الإسمنت على حساب مصادر رزقهم متسائلين عن مصيرهم بعد ان تتحول كل هذه الأراضي إلى مباني و عمارات وهم لا يتقنون من الأعمال سوى تربية المواشي او الفلاحة مطالبين من الحكومة الإلتزام بوعودها في تنمية الفلاحة و دعمها.