يتهم ضحايا حريق المهول الذي شب بالأنفاق الأرضية «السوتيران» الواقعة بوسط مدينة قسنطينة، البلدية بالتخلي عنهم وعدم التزامها بالوعود التي قدموها للتجار المتضررين من الحادث... خاصة وأن السلطات تركتهم يتحملون الخسائر المادية وتكاليف الترميمات المتمثلة في إصلاح ما خربته النيران، المعنيون أكدوا أن البلدية وعدتهم بالتكفل بإعادة إصلاح الواجهات ودهن الجدران ووضع الكوابل الكهربائية تنصلت من مسؤوليتها وتركتهم يتكبدون خسائر إضافية باقتناء المواد اللازمة لإزالة آثار الحريق بما في ذلك الأبواب الحديدية التي شرع في تركيبها و الكوابل الكهربائية، ويطالب المحتجون بالإسراع في وضع العدادات لتمكينهم من العمل قبل بداية الأسبوع باعتبارها الفترة الأهم للتسوق. وشهدت المنطقة يوم أول أمس حالة غليان في أوساط التجار المتضررين حيث تجمع الضحايا وسط الأنفاق، مهددين بالتصعيد في حال قامت السلطات المعنية باصدار امر الإخلاء والذي رفضه التجار شكلا ومضمونا، كما استنكروا بشدة ما وصفوه بتجاهل البلدية لأمر عشرات العائلات التي بقيت دون مدخول مالي خاصة في شهر رمضان حيث اتت النيران على مصدر رزقهم. للتذكير أتى حريق اندلع مساء الجمعة من الأسبوع الماضي بالنفق الأرضي العلوي القريب من البريد المركزي بساحة أول نوفمبر 1954 بمدينة قسنطينة على 12 محلا و أضرار مادية دون تسجيل خسائر بشرية. كما أن التدخل السريع، لوحدات الحماية المدنية قد مكن من إخماد الحريق في الساعات الأولى من صباح ايوم السبت و إنقاذ 56 محلا تجاريا تتراوح مساحته ما بين 4 و 12 متر مربع إلى جانب 34 طاولة تستعمل لعرض السلع فيما تم إتلاف 38 طاولة أخرى، وقد فتحت المصالح المعنية تحقيقا لتحديد سبب هذا الحريق الذي شب بهذا النفق المخصص في الأصل للراجلين قبل أن يحول منذ سنوات إلى فضاء تجاري خاصة لبيع الملابس و مواد التجميل و سلع أخرى، وأصبح يشهد اكتظاظا للباعة و المشترين دون مراعاة أدنى شروط الوقاية خصوصا فيما يتعلق بالتوصيلات الكهربائية.