إنتقل الى رحمة الله رئيس الجمهورية الأسبق الشاذلي بن جديد عن عمر ناهز ال 83 سنة بالمستشفى العسكري محمد الصغير النقاش بعين النعجة (الجزائر) حسب ما علم من عائلة الفقيد. و قد تدهورت الحالة الصحية للفقيد في الأونة الأخيرة حيث أدخل إلى هذا المستشفي منذ ازيد من اسبوع حيث خضع الى العناية المركزة. وتوفي رابع رئيس للجزائر بعد الاستقلال بعد يوم على إحياء قوى وأحزاب سياسية عدة في البلاد الذكرى ال24 لمظاهرات 5 أكتوبر التي خرجت وقتها للمطالبة بالحرية والديمقراطية أبان عهد بن جديد. وتسلم بن جديد تسلم الحكم عام 1979 خلفا لهواري بومدين، وشهدت الأعوام الأخيرة من حكمه «مظاهرات 5 أكتوبر» الشهيرة. ولد الرئيس بن جديد في 14 إفريل 1929 بقرية السبعة ببلدية بريحان بولاية الطارف لأسرة متواضعة. وإلتحق في وقت مبكر من حياته بالتنظيم السياسي العسكري لجبهة التحرير الوطني، ثم بجيش التحرير حيث عين قائدا لإحدى المناطق. ومنذ 1958 وحتى 1969 تدرج في مناصب عسكرية انتهت بتوليه سنة 1978 تنسيق شؤون الدفاع الوطني. وعند انعقاد المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني في جانفي 1979، تم ترشيحه للاضطلاع بمهام أمين عام للحزب ثم رشح لرئاسة الجمهورية. وفي 7 فيفري 1979، انتخب رئيسا للجمهورية و أعيد انتخابه مرتين عامي 1984 و1988. وفي أكتوبر 1988، خرجت مظاهرات للمطالبة بالحرية والديمقراطية واحتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية، ما أسفر عن وقوع اشتباكات بين قوات الجيش والمواطنين راح ضحيتها حوالي 500 قتيل. وأنهت تلك المظاهرات سيطرة حكم الحزب الواحد والتوجه الاشتراكي للدولة حيث عدل نظام بن جديد دستور البلاد وسمح بإنشاء أحزاب سياسية. وبعد 3 أعوام على تلك التظاهرات وتحديدا في 26 ديسمبر 1991، أجريت وتنظيم أول انتخابات حرة في البلاد حققت فيها جبهة الإنقاذ الإسلامية فوزا تم إلغاؤه في جانفي 1992، ما أدى إلى اندلاع عمليات عنف في البلاد راح ضحيتها أكثر من 100 ألف قتيل. وعلى إثر تلك الأحداث استقال الشاذلي بن جديد من الحكم احتجاجا على تدخل الجيش لإلغاء نتائج الانتخابات، فيما يشير بعض المحللون إلى أن الرئيس أجبر على الاستقالة تحت ضغط وثيقة وقعها جنرالات في الجيش تدعوه للتنحي. ومنذ 1992 ابتعد بن جديد عن الحياة السياسة. لكنه ظهر أواخر 2008، عندما ألقى خطابا مثيرا للجدل في مدينته الأصلية الطارف. و من المنتظر أن تشيع جنازة المرحوم بمقبرة العالية حيث تجري مصالح رئاسة الجمهورية تنسيق عملية الدفن مع العائلة لتكون الجنازة في القيمة التاريخية للرجل ومن المتوقع أن يعلن الحداد الوطني لأيام وقد علمت أخر ساعة أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا قد أرسل برقية تعازي للعائلة و سيحضر الجنازة رفقة عدد من المسؤولين في الدول ووفود من الخارج.