لا تزال اجهزة التدفئة المتوفرة في السوق الوطنية تحصد المزيد من الارواح كلما حل فصل الشتاء ،لعدم مطابقة العديد منها للمعايير الدولية ،والاستخدام الخاطئ لها ،وذلك رغم الحملات التحسيسية وتشديد الرقابة على المستوردة منها حيث تسجل حوادث تسربات الغاز بمختلف أنواعه لاسيما غاز “مونوكسيد الكاربون” عددا كبيرا من الضحايا كلما حل فصل الشتاء بسبب عدم احترام شروط السلامة في المنازل، خاصة فيما يتعلق بتوفير التهوية ،إلا أن أجهزة التدفئة المتوفرة في السوق الوطنية يبقى لها جزء هام من المسؤولية نظرا لعدم مطابقة العديد منها للمعايير الدولية ،مما يؤدي الى تسرب الغاز واختناق العديد من الأشخاص ،وفي هذا الاطار تقربت “اخر ساعة” من عدد من باعة هذه الأجهزة المطلوبة بشكل كبير في فصل الشتاء ، لرصد ارائهم بخصوص الموضوع ،اذ ارجع اغلبهم سبب حوادث الاختناق إلى تهاون المستهلك والاستعمال غير السليم لأجهزة التدفئة وعدم المبالاة بشروط السلامة وأخذ الحذر والحيطة ، فضلا عن نقص الكفاءة لدى مركبي هذه الأجهزة التي كثيرا ما يتكفل بها فرد من الأسرة دون الاستعانة بمختص في المجال، واعترف بعض التجار بوجود أجهزة مغشوشة مسوقة محملين المستوردين مسؤولية ما ينجر عنها من مخاطر، فضلا عن غياب الرقابة بالشكل المطلوب على مثل هذه الأجهزة القاتلة ، هذا وحمل البعض الاخر المسؤولية لأصحاب المقاولات الخاصة عند تجهيز المنازل بغاز المدينة وذلك بانتهاجهم سياسة ‘' البريكول'' وعدم تحليهم بروح المسؤولية ما يؤدي غالبا الى حدوث تسربات تنجم عنها حوادث مأساوية، من جهتها ارجع مختصين في المجال السبب في حوادث الاختناق بالغاز ونشوب حرائق بفعل التسربات الى عدم توفر المعايير المطلوبة في عدد كبير من هذه الأجهزة التي تدخل السوق الوطنية لتباع بأسعار منخفضة وهو ما يؤكده حجز وزارة التجارة آلاف اجهزة التدفئة المغشوشة في الأشهر القليلة الفارطة، مؤكدين بان الاجهزة المستوردة ليست وحدها المسؤولة عن هذه المأساة التي يذهب ضحيتها سنويا مئات الاشخاص بل تضاف إليها المدفئات التقليدية التي يصنعها بعض الحدادين بأبسط الوسائل ودون مراعاة أدنى شروط السلامة والتي يتهافت عليها المواطنون خاصة في المناطق الريفية نظرا لأسعارها الزهيدة علاوة على غياب الثقافة لدى الكثيرين من المواطنين والذين يلجئون الى اقتناء تجهيزات ضعيفة الجودة بأسعار منخفضة، يكون ضمان سلامتها لفترة محدودة ،ولجوء اخرين الى اسواق الخردة لاقتناء المستعملة واعادة اصلاحها دون الاكتراث بما سينجر عنها لاحقا ، وبين هذا وذاك اختلفت بعض آراء المواطنين التي رصدتها “اخر ساعة” بشأن جودة اجهزة التدفئة ، اسعارها ودرجة أخطارها ، حيث يرى البعض بأن الاسعار لا علاقة لها بالجودة مؤكدين بان هناك من يقتنون اجهزة غالية الاثمان غير انهم يتفاجئون مع الوقت بأنها مقلدة وينجم عنها حوادث خطيرة ،باعتبار ان المواطن لا يستطيع الكشف عن طبيعة اجهزة التدفئة اذا كانت اصلية ام علامة مقلدة ،في حين ان هناك اشخاص يقتنون اجهزة زهيدة الثمن وتبقى صالحة للاستعمال لسنوات عديدة دون تسجيل اي حادث ، فيما يرى اخرون بان الاسعار فعلا تحدد الجودة غير انه وباعتبار غياب الوعي لدى المستهلكين بخصوص طبيعة العلامات التجارية الأصلية وذات الجودة وتعمدهم لاقتناء تجهيزات بأثمان زهيدة هو ما يؤدي الى تسربات الغاز وتسجيل ضحايا..في السياق ذاته يمكن الاشارة الى ان هذه الحوادث تحصل في وقت كثفت فيه وحدات الحماية المدنية و مصالح مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز ‘'سونلغاز'' الحملات التحسسية ،لتحذير المواطنين من اقتناء أجهزة تدفئة مقلدة لا تتوفر على مقاييس السلامة، لما ينجر عنها من خطورة كما حذرت من التركيب الخاطئ لأنابيب الغاز ،يذكر ان اخر ساعة” حاولت الاتصال بخلية الاعلام والاتصال بخلية الاعلام والاتصال لإفادتنا بالإحصائيات المسجلة خلال السنة الجارية غير انه تعذر علينا ذلك بحكم تواجد القائمين عليها في عطلة نهاية الاسبوع.