تبحث الجزائر مع اسبانيا سبل تعزيز التعاون العسكري بينهما، مثلما افاد به وزير الدفاع الاسباني بيدرو مورينيس إولاتي التي حل أمس الى العاصمة في زيارة قصيرة أجري خلالها مباحثات مع المسؤولين الجزائريين تتعلق بالتعاون العسكري بين البلدين والوضع في مالي بحسب مصادر رسمية ودبلوماسية. الوزير الاسباني بحث مع الوزير الجزائري المنتدب لدى وزير الدفاع عبد المالك قنايزية «سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين».وبحث الطرفان الوضع في مالي وهو ما أثير ايضا خلال استقبال المعني من قبل الرئيس بوتفليقة، وكانت الجزائرواسبانيا اعلنتا في بيان مشترك في 10 جانفي الحالي ان تسوية الازمة في مالي تقتضي «استعادة الوحدة الترابية والسيادة و النظام الدستوري في هذا البلد».وشدد البلدان في البيان المشترك بمناسبة زيارة رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي الى الجزائر على ان هذا الحل «يجب ان يقوم على ثلاث ركائز رئيسية سياسية وانسانية وامنية». واعتبرت الجزائر ومدريد ان «عدم استقرار الوضع بمالي لا سيما في شمال البلاد ويهدد استقرار المنطقة بأكملها».وجدد البلدان «دعمهما للقرارين 2071 و 2085 لمجلس الأمن الدولي اللذين يحددان ملامح حل شامل للازمة في مالي من خلال تحديد التهديدات التي تتمثل في الارهاب والجريمة المنظمة والدعوة الى تبني مقاربة شاملة تحدد اطار حل سياسي يشمل كافة القوى المالية التي تنبذ الارهاب و تهديد السلامة الترابية لمالي».أما ميداينيا، فقد سيطر الجنود الفرنسيون والماليون امس على منافذ مدينة تمبكتو ومطارها في شمال مالي، بعدما احتلتها حركات اسلامية مسلحة مارست فيها تجاوزات ودمرت تراثها التاريخي الفريد من نوعه.واعلن الناطق باسم اركان الجيوش الفرنسية في باريس ان العسكريين نفذوا عملية مزدوجة، برية وجوية انزل خلالها مظليون سيطروا على منافذ تمبكتو، المدينة الاسلامية الرمز في افرقيا جنوب الصحراء التي تبعد 900 كلم شمال شرق باماكو. واوضح الكولونيل تييري بوركار ان القوات الفرنسية والافريقية اصبحت تسيطر على «حلقة النيجر» وهي منطقة تقع بين اكبر مدينتين في شمال مالي تمبكتو وغاو وذلك في اليوم الثامن عشر من التدخل العسكري الفرنسي.وصرح الكولونيل «اننا نسيطر على مطار تمبكتو، ولم نواجه اية مقاومة. وليس هناك اية مشكلة امنية في المدينة». وقد سقطت تمبكتو التي كانت مركزا ثقافيا اسلاميا ومدينة مزدهرة على طريق القوافل عند مشارف الصحراء، بين ايدي الإرهابيين شوهت معالمها منذ احتلالها غير ان عنصرا في فرقة استكشاف من الجيش المالي اوضح ان المدينة ليست بعد تحت السيطرة وتحدث عن عمليات تدمير قامت بها مجموعات مسلحة.وقال ان «القوات الفرنسية والمالية لم تبلغ بعد وسط المدينة، لدينا بعض العناصر في المدينة لكنهم قلة بينما اوقع الاسلاميون اضرارا قبل رحيلهم، لقد حرقوا منازل ومخطوطات وانهالوا بالضرب المبرح على سكان كانوا يعربون عن فرحهم».وقد اشتهرت تمبكتو التي كانت عاصمة اسلامية ثقافية في افريقيا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، بعشرات الاف المخطوطات التي يعود بعضها الى ما قبل الاسلام. واحرق الاسلاميون مبنى يحتوي على مخطوطات تاريخية في تمبكتو لدى فرارهم من المدينة، وفق ما افاد مصدر امني مالي وقد اكد ذلك عنصر الاستطلاع المالي في المدينة ورئيس بلدية تمبكتو الموجود في باماكو.وياتي الهجوم على تمبكتو بعد يومين على الهجوم الخاطف الذي ادى الى السيطرة على غاو، اكبر مدينة في شمال مالي والتي تحولت الى احد معاقل المقاتلين الاسلاميين على مسافة 1200 كلم شمال شرق باماكو.وسبقت عملية استعادة غاو عملية كومندوس من الجيش الفرنسي على المطار وجسر استراتيجي وصلت على اثرها قوات تشادية ونيجرية جوا من نيامي لاحلال الامن في المدينة وهي عملية لا يرغب الجيش الفرنسي في القيام بها في المدن التي يستعيدها من المقاتلين الاسلاميين.ويتوقع انتشار ستة الاف جندي من دول غرب افريقيا والتشاد في شمال مالي ليحلوا محل الجيش الفرنسي لكنهم يصلون ببطء كبير ويتعطل انتشارهم لاسباب تمويل ولوجستية.