سيطر الجنود الفرنسيون والماليون الاثنين على منافذ مدينة تمبكتو ومطارها في شمال مالي، بعدما احتلتها حركات مسلحة مارست فيها تجاوزات ودمرت تراثها التاريخي الفريد من نوعه. وأعلن الناطق باسم اركان الجيوش الفرنسية في باريس ان العسكريين نفذوا عملية مزدوجة، برية وجوية انزل خلالها مظليون سيطروا على منافذ تمبكتو. واوضح العقيد تييري بوركار ان القوات الفرنسية والإفريقية اصبحت تسيطر على "حلقة النيجر" وهي منطقة تقع بين اكبر مدينتين في شمال مالي تمبكتو وغاو وذلك في اليوم الثامن عشر من التدخل العسكري الفرنسي. وصرح الكولونيل لفرانس برس "اننا نسيطر على مطار تمبكتو، ولم نواجه أية مقاومة. وليس هناك اية مشكلة أمنية في المدينة". ويقع المطار على مسافة ثلاثة كيلومترات من المدينة. وسقطت تمبكتو التي كانت مركزا ثقافيا إسلاميا ومدينة مزدهرة على طريق القوافل عند مشارف الصحراء، بين ايدي حركات مسلحة شوهت معالمها منذ جوان 2012. غير ان عنصرا في فرقة استكشاف من الجيش المالي أوضح ان المدينة ليست بعد تحت السيطرة وتحدث عن عمليات تدمير قامت بها مجموعات مسلحة. وقال ان "القوات الفرنسية والمالية لم تبلغ بعد وسط المدينة، لدينا بعض العناصر في المدينة لكنهم قلة بينما أوقع الإرهابيون إضرارا قبل رحيلهم، لقد حرقوا منازلا ومخطوطات وانهالوا بالضرب المبرح على سكان كانوا يعربون عن فرحهم". وافادت مصادر إقليمية ان جنودا تشاديين ونيجريين يسيطرون الاثنين على مدينتي ميناكا وانديرمبوكان (شمال شرق) قرب الحدود مع النيجر. ويتوقع انتشار ستة ألاف جندي من دول غرب افريقيا والتشاد في شمال مالي ليحلوا محل الجيش الفرنسي لكنهم يصلون ببطء كبير ويتعطل انتشارهم لاسباب تمويل ولوجستية. وبعد غاو وتمبكتو تتجه الانظار الآن إلى كيدال في اقصى شمال شرق مالي قرب الحدود الجزائرية، ثالث كبرى مدن شمال مالي ومعقل اسلاميي حركة أنصار الدين. ...لوران فابيوس: "يجري حاليا تحرير مالي ببطء" قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين ان الهجوم الذي قادته فرنسا في مالي والذي طرد متمردين متمردين متحالفين مع تنظيم القاعدة من مدينتي جاو وتمبكتو في مطلع الأسبوع يبين ان مالي بدأت تتحرر ببطء. وقال فابيوس لتلفزيون فرانس 2 "يجري تحرير مالي شيئا فشيئا". لكن فابيوس حذر من ان الارهابيين في شمال مالي يختبئون الآن وقد يعاودون الظهور. قال فابيوس محذرا "الجماعات الإرهابية تنفذ استراتيجية المراوغة وبعضها قد يعود الى الشمال وأساسا في مالي."