تتواصل الأحوال الجوية السيئة بعاصمة الكورنيش جيجل التي تعيش منذ قرابة أسبوعين على وقع اضطرابات جوية متلاحقة حملت في طياتها كميات معتبرة من الثلوج والأمطار التي حولت مدن وقرى الولاية الى فضاءات عائمة . واذا كان سكان حواضر عاصمة الكورنيش قد دفعوا ثمن هذه الإضطرابات من خلال تحول شوارع العديد من المدن الى برك ومستنقعات يستحيل عبورها حتى بالأحذية البلاستيكية فان سكان القرى والمناطق النائية كانوا الأكثر تضررا بهذه السيول والثلوج التي غطت الأخضر واليابس بدليل دخول أكثر من قرية في مايشبه العزلة بعدما غطاها الكساء الأبيض وقطع الكثير من محاورها رغم التدخلات المتواصلة لآليات الأشغال العمومية وكذا حملات التطوع التي قام بهام مواطنوا هذه المداشر من أجل فك العزلة عن أنفسهم وفك الطرقات التي غطتها أكوام الثلوج وبالأخص تلك التي لم تصل اليها الآليات التي سخرتها السلطات لإزاحة أكوام المارد الأبيض .وقد سجلت العديد من مناطق الولاية وبالأخص تلك الواقعة على خط ايراقن ، جيملة وكذا سيدي معروف ، أغبالة خصاصا كبيرا في مجال التزود بوسائل التدفئة رغم الإحتياطات التي أتخذت من قبل سلطات هذه البلديات سيما فيما يتعلق بقارورات غاز البوتان من خلال لجوء عدة بلديات الى تخزين عدد من هذه الأخيرة تحسبا لأي طارئ مثلما هو الحال بالنسبة لبلدية أولاد رابح التي قامت بتخزين ما لايقل عن (1000) قارورة احتياطية الا أن كل هذا لم يمنع من تسجيل نقص كبير في هذه الوسائل على مستوى أكثر من قرية نائية حيث عانى سكان هذه الأخيرة في الحصول على حاجتهم من قارورات الغاز التي بلغ سعرها في بعض المناطق الجبلية أكثر من (500) دينار للقارورة الواحدة وهو سعر يقترب من ذلك الذي بلغته أسعار هذه القارورات خلال شتاء العام الماضي مايفسر لجوء سكان هذه المناطق الى الإعتماد على ما ادخروه من حطب وكذا بقايا معاصر الزيتون من أجل تدفئة بيوتهم وحتى تحضير الوجبات الغذائية ، يحدث هذا في الوقت الذي عرفت فيه درجات الحرارة في بعض المناطق الجبلية لعاصمة الكورنيش تدنيا غير مسبوق وصل معه مؤشر الثرمومتر الى مادون الصفر درجة ليلا ومادون الخمس درجات نهارا . هذا وكانت مصالح الإرصاد الجوية بمطار فرحات عباس بالطاهير قد أشارت الى أن كميات الأمطار التي تهاطلت على ولاية جيجل خلال أسبوع واحد فقط قد تجاوزت “200” ملمتر وهو رقم قياسي لم تسجله عاصمة الكورنيش منذ مدة طويلة .