لليوم الثالث على التوالي تواصل التساقط الكثيف للثلوج على مرتفعات عاصمة الكورنيش جيجل التي يزيد علوها عن 600 متر مدخلا بهذا بلديات وقرى عديدة في عزلة تامة عن العالم الخارجي وللمرة الثانية في أقل من شهر وخاصة تلك المصنفة في خانة القرى النائية، حيث ظل سكان هذه الأخيرة وإلى غاية ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد تحت الحصار الذي فرضه عليها الساحر الأبيض. وقد استدعت التساقطات الثلجية الغزيرة والتي عمت كل المرتفعات الجيجلية تشكيل خلايا أزمة على مستوى عشر بلديات ممن شملتها موجة الثلوج المذكورة وهي الشحنة، أغبالة، برج الطهر، أولاد رابح، بني ياجيس، تاكسنة، سلمى، إيراقن، أولاد عسكر وبلهادف، وهي الخلايا التي كلفت بمتابعة تطورات التهاطلات الثلجية وتقديم المساعدة اللازمة للعائلات المتضررة والتي ظلت بعضها محاصرة بالثلوج إلى غاية مساء أمس الأحد سيما على مستوى بلديات أغبالة، أولاد رابح، برج الطهر وبلهادف، حيث بلغ سمك الثلوج بهذه المناطق عند ظهيرة أمس أزيد من 50 سنتمترا، وهو ماصعب على الآليات التابعة للبلديات المتضررة الوصول إلى بعض المناطق النائية في حين أن بعض المناطق الأخرى التي تم فك الحصار عليها صبيحة السبت عادت لتعزل من جديد مساء ذاك اليوم، وذلك في ظل تواصل تهاطل الثلوج بغزارة غير مسبوقة وهو مايفسر لجوء سكان هذه المناطق إلى الاستعانة بالوسائل التقليدية من أجل فك بعض الطرقات الفرعية، ومن ثم ضمان وصول المؤونة إلى العائلات المحاصرة التي عاشت يوما أسود شبيها بتلك الأيام التي عاشتها هذه العائلات شهر ديسمبر الفارط، حيث ظلت هذه الأخيرة معزولة عن العالم الخارجي لمدة ثلاثة أيام كاملة. فيما يرتقب تواصل تهاطل الثلوج على المرتفعات الجيجلية التي يزيد علوها عن 600 متر حسب مصالح الإرصاد الجوية، ووجهت العائلات المحاصرة على مستوى أعالي عاصمة الكورنيش نداء إلى والي الولاية بغرض اتخاد الإجراءات الضرورية لإخراجها من هذه العزلة وتسهيل التحاق أبنائها بمقاعد الدراسة بداية من صبيحة يوم أمس، وهذا في الوقت الذي انتقدت فيه بعض الأطراف المتابعة للوضع السائد بالبلديات المتضررة الإجراءات المتخذة من قبل السلطات للتعاطي مع مثل هذه الوضعيات التي أضحت تتكرر كلما ألقت السماء بخيراتها، وذلك رغم الضجة التي أثيرت خلال الأشهر الفارطة حول التدعيم النوعي الذي حظيت به البلديات الجبلية لمواجهة مثل هذه الظروف الاستثنائية.