فعلى بالرغم من توفرها على إمكانيات مادية ومساحات واسعة إلا أن دائرة البسباس تفتقر لمكتب تشغيل و هي الدائرة التي تضم ثلاث بلديات و أكثر من سبعين ألف نسمة. يعاني شباب دائرة البسباس ببلدياتها الثلاثة من البلديّة الأم البسباس إلى عصفور و زريزر من تماطل و تأخّر تفعيل مشروع قار لفتح مكتب تشغيل بإقليمها ، حيث يزحف عشرات الآلاف من بطّالي الدائرة يوميّا نحو مكتب التّشغيل الإقليمي ببلديّة الذّرعان الذي أصبح وضعه متدهورا و لا يطاق نظرا لاكتظاظه بمئات طالبي عقود الإدماج و هو المكتب الذي يعرف بيروقراطية عالية في التعامل حيث يشتكي أصحاب عقود الإدماج أو طالبوها من معاناة كبيرة على مستوى إدارة المكتب بسبب سياسة -المعريفة -التي تطبق هناك من قبل الموظّفين الذين يميزون في معاملاتهم من شخص لأخر حسب تصريحات بعض الشباب ل»أخر ساعة» و هو الأمر الذي بات يستفزهم ، مما افرز حالات قلق و نفور من معاملات التمييز التي ينتهجها عمال مكتب تشغيل الذرعان ،الأمر الذي يضطر الكثيرين إلى الاتجاه في شكل سيول بشريّة إلى طرق أبواب المديريّة الولائيّة للتّشغيل علّهم يجدون آذانا صاغية . من جهة أخرى يشتكي مستخدمو عقود ما قبل التشغيل من الحالة الكارثية التي يعيشها أكثرهم بسبب عجز الوكالات الوطنية للتشغيل عن ممارسة مهامها وفق الدور المكلّفة به على أكمل وجه، بداية من تماطلها الشديد في دفع مستحقّاتهم وأجورهم ومشاكل أخرى باتت ترهق الشباب كثيرا، خصوصا وأن الأجور تبقى زهيدة للغاية ولا تلبّي حاجياتهم اليومية في ظلّ ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة. يأتي هذا في الوقت الذي تزايدت في الآونة الأخيرة مطالب فتح مكتب تشغيل يلبّي انشغالات البطّالين غداة تفاقم وضع التّشغيل بالإقليم و تردّيه حيث بات البحث عن منحة إدماج بمثابة حلم يراود البطّالين و كذا الوافدين الجدد لعالم البطالة خاصّة منهم خرّيجو الجامعات الجدد ،خصوصا بعد توقيف عقود الإدماج لدى القطاع العام واقتصارها فقط على الخواص ،الأمر الذي استنفرهم وأشعل لهيب مقلق بمحيط دائرة البسباس ببلديّاتها الثّلاث ،و هو الأمر الذي دفع بالبعض إلى التزوير للزّحف نحو مكاتب البلديّات المجاورة و ذلك من خلال حيل استعملها طالبو عقود التشغيل بتّزوير الوثائق الإداريّة و على رأسها شهادات الإقامة و ذلك بتواطؤ جهات من داخل و خارج تلك البلديّات و بمبالغ ماليّة لا تقل عن 1500 دينار جزائري للوثيقة الواحدة . هذا و قد تأكدنا أنّ الضّوء الأخضر قدّم من طرف المديريّة الولائيّة للتّشغيل بفتح مقر بمحيط الدّائرة و ذلك منذ أشهر عدة ، لكن الإشكال يبقى مطروحا محليّا على مستوى دّائرة و بلديّة البسباس اللتين تماطلتا ووجدتا عناء كبيرا في إيجاد مقر إداري لفائدة مديريّة التّشغيل و بات الأمر ربّما خارج اهتماماتها و أجندتها لتذهب مطالب البطّالين و الشّباب في مهب الرّيح.هذا وقد حاولنا الاتصال برئيس الدائرة لكن تعذر علينا الأمر لأنه كان في مهمة ،كما حاولنا مرارا و تكرارا الاتصال برئيس بلدية بسباس لكنه رفض الحديث إلينا.