يستقبل الكثير من الأطفال بولاية ميلة، خصوصا في المداشر والقرى النائية، عطلتهم الصيفية بالعمل في صيد و جني الحلزون البري وبيعه، لتوفير مصروف الجيب وإعانة عائلاتهم أيضا. يعتبر صيد الحلزون، عملا شاقا بالنسبة للأطفال، حيث تتطلب العملية قوة بدنية تفوق قوة أجسادهم، خصوصا وأن الحلزون يختبئ تحت 20 إلى 30 سم داخل باطن الأرض في سباته الصيفي، لذلك فهؤلاء الأطفال يستعملون الرفش و الفأس لاستخراجه، عن طريق “حرث” مساحات معتبرة من الأرض، مع ما تتطلبه العملية من صبر وقوة احتمال في ظل قلة أعداده، فقد يستغرق الأطفال أكثر من ساعة لتحصيل بضع غرامات من هذا المخلوق الذي يتم تصديره إلى بلدان أخرى من طرف مستثمرين مختصين في هذه التجارة الرائجة، خصوصا نحو تونس وإيطاليا بالتحديد، التي تعرف إقبالا على طبق الحلزون أو استعماله في مجال الطب التجميلي والصناعات الصيدلانية. وبحسب العديد من الأطفال الذين التقت بهم الخبر، فهم مجبرون على هذا العمل الشاق عوضا عن التمتع بعطلتهم على شواطئ البحر أو أماكن الترفيه المختلفة، وذلك لغياب البديل، خصوصا وأنهم يعيشون في مداشر وقرى نائية لا تتوفر على أماكن الاستجمام والراحة، زيادة على أنهم يقومون بتوفير بعض المال لإنفاقه على أسرهم المعوزة، بفضل سعر الكيلو غرام الواحد من الحلزون الذي يتراوح ما بين 600إلى 700 دينار.