مرحلة الإهمال بلغت ذروتها خاصة بالمناطق التي كانت تعتبر فلاحية وتنتج أجود أنواع الحبوب على غرار بعض المناطق بقرية صالح دراجي التي غزتها الأشواك و النفايات بعد أن توقف بها النشاط و هجرها المزارعون الذين يكونون قد تلقوا إشارات بقرب استرجاع أراضيهم لفائدة المنفعة العامة فقرروا وقف النشاط الزراعي بالمساحات المهددة بالاسترجاع وفق الإجراءات القانونية التي شرع في العمل بها لمواجهة أزمة العقار التي تعاني منها الولاية، و حسب بعض الاخصائيين في شؤون الإعمار بعاصمة الشرق الجزائري فإن استرجاع المزيد من الأراضي الزراعية التابعة للمستثمرات الجماعية و الفردية الواقعة على حدود المحيطات العمرانية و هذا لتوفير المزيد من الاحتياطات العقارية القادرة على استقبال المشاريع السكنية و الهياكل الخدماتية خلال السنوات القادمة كما حدث بالمدينة الجديدة على منجلي وماسينيسا وقطار العيش ومنطقة عين النحاس التي تحيط بها المستثمرات الفلاحية من كل جهة حيث شرع بالفعل في استرجاع أجزاء من هذه المستثمرات لبناء مرافق خدماتية بعد أن تعذر إيجاد قطع أرضية بديلة، و كانت مساحات هامة من أجود الأراضي الزراعية قد أتت عليها الخرسانة خلال السنوات الماضية بمدينة قسنطينة عندما تقرر بناء العديد من المدن الجديدة، وفي نفس السياق تعيش مدينة الصخر العتيق الزحف العمراني أثر بشكل سلبي على الأراضي الزراعية حيث أن مساحتها قلت بشكل كبير، وانتشر العمران على مساحات واسعة منها، ولم يبق سوى قليل منها يستخدم للزراعة، وأكد بعض الفلاحين بأنه إذا استمر الزحف العمراني على الأراضي الزراعية بهذا الشكل الكبير، فسنجد بعد عدة سنوات أن الأراضي جميعها قد تحولت إلى عمران، وإن الزحف العمراني يؤدي إلى تصحر الأراضي الزراعية، وفقدان الأراضي للعناصر العضوية الضرورية لنمو النبات، ويجعلها غير صالحة للزراعة ، كما أن هذا الأخير أدى إلى قلة مساحة الأراضي الزراعية ، وبالتالي قلة الزراعة والإنتاج الزراعي ، كانت المنطقة قديما تسد حاجاتها من الحبوب ، والخضروات ، والفواكه وتحصل على دخلها من بيع الفائض منها ، أما في الفترة الأخيرة ، فقد قل الإنتاج بشكل كبير ومعظم الأسر تعتمد على المواد الغذائية الموجودة في السوق دون أي إنتاج لها وذلك لعملهم في الأعمال المكتبية أو المصانع أو المعامل.