ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» في إصدارها أمس، أن وزارة الخارجية البريطانية وجهت إرساليات لشركاتها العاملة في مختلف المناطق في العالم خاصة المناطق المؤشر عليها «خطرة» من أجل المشاركة في برامج تدريبية ضد الأزمات الخارجية شرعت الحكومة البريطانية في اتخاذ تدابير وقائية من «الأزمات الخارجية» التي قد تتعرض لها شركاتها، واتخذت برامج تدريبية، يؤطرها كبار المدربين و المسؤولين، بينما اتخذت من الهجوم الإرهابي الذي استهدف الحقل الغازي بتيقنتورين، مرجعا في هذه الإجراءات، بل السبب المباشر من وراء إقرارها.وسيقدم كبار المسؤولين في الحكومة و المدربين خبراتهم في مواجهة هذه الأزمات، ويشرف على العملية وزير الخارجية وليام هيغ نفسه، حيث اصر على ان يكون هناك تنسيق محكم لانجاح الاجراء بين مختلف الوزارات في الحكومة، من اجل تحديد دقيق لأوجه التعامل مع اي هجوم ارهابي. وأكدت الصحيفة إن اعتماد الحكومة البريطانية هذا البرنامج، أملاه ضرورة التحرك الميداني، اثر تحذيرات وجهها خبراء الاستخبارات من احتمال وقوع هجمات على شركات أجنبية تعمل بالخارج، على غرار الهجوم على منشأة عين أميناس، التي يعتبر البريطانيون، أن الجماعات الإرهابية تميل أكثر الى تكرارها بسبب الصعوبات التي تواجهها، هذه التنظيمات على غرار تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في شن هجمات في أوروبا و تعمل على تعويض هذا العجز باللجوء إلى استهداف الشركات الغربية العاملة في الخارج. وتزامن الكشف عن برنامج التدريبات ضد الهجمات الارهابية على الشركات البريطانية مع الاتهام الذي وجهته رسميا المحكمة الامريكية لامير كتيبة الملثمين مختار بلمختار، العقل المدبر لهجوم ان امناس. واتخذت الحكومة البريطانية من أزمة اختطاف الرهائن من الحقل الغازي بتيقنتورين بالجزائر، شهر جانفي الماضي، سببا في اعتمادها أسلوب التدريب لصد الهجمات الإرهابية التي تستهدف الشركات البريطانية في الخارج، سواء أكان احتجاز رهائن لفترة طويلة أو هجوم قصير، في سياق تعزيز التحصين الشركات و المنشات و العاملين فيها، وفقا لمشروع يصفه «هيغ» بالجاد، ويأتي ردا على الهجوم الذي دبره أمير كثيبة الملثمين مختار بلمختار، والذي أودى بحياة أربعة رهائن بريطانيين من جملة 38 ضحية، يعملون لحساب شركة النفط «بي بي» الانجليزية.ويخطط القائمون على العملية للقيام بهجمات «افتراضية«، شبيهة بمناورات، واوردت «فايننشال تايمز» نقلا عن تصريح وليام هيغ بمناسبة اطلاق البرنامج التدريبي إن الهجوم على منشأة عين أميناس في جانفي الماضي «يمثل دليلا على التهديد الذي يمكن أن تواجهه الشركات البريطانية في الخارج، ونعرض على الشركات والمنظمات البريطانية الفرصة للمشاركة في التدرب على التعامل مع مثل هذه الأزمات«. وينتظر ان تخضع الشركات المعنية بالتدريبات لامتحانات ميدانية ، في مواجهة سيناريوهات محتملة كالهجوم من اجل اختطاف الرهائن.