تتوالى الفضائح والمخالفات على مستوى قطاع الفلاحة بعاصمة الكورنيش جيجل حيث لم يعد يمر يوم أو أسبوع الا ويتم الكشف عن فضيحة تمس هذا القطاع الحساس بهذه المنطقة أو تلك وذلك في غياب الرقابة الضرورية من قبل الجهات الوصية التي لازالت تلتزم موقف المتفرج حيال تجاوزات بعض الفلاحين والتي من شأنها ضرب الصحة العامة في الصميم . فبعد فضيحة سقي المزروعات بالمياه الملوثة وكذا فضيحة التلاعب بأموال الدعم الفلاحي جاء الدور هذه الأيام على فضيحة أخرى قد تكون لها تداعيات وخيمة على الصحة العامة بعاصمة الكورنيش والمتمثلة في لجوء عدد من الفلاحين الى حيلة جديدة لتكبير وانضاج بعض الفواكه الموسمية وفي مقدمتها فاكهة «الدلاع» التي تعرف رواجا كبيرا في مثل هذا الفصل من السنة حيث أكدت مصادر متطابقة لجوء عدد من الفلاحين بسهل وادي النيل وكذا منطقتي تاسوست والقنار الى استعمال مواد سامة وفي مقدمتها «المازوت» لإنضاج الفاكهة المذكورة بسرعة وايصالها الى مستوى التسويق ، وحسب ذات المصادر فان بعض الفلاحين يقومون بمزج مادة «المازوت» مع مياه الآبار المخصصة لسقي مختلف المزروعات قبل ضخ هذه الأخيرة باتجاه مختلف الحقول والمزارع التي تحتوي على فاكهة «الدلاع» وهي العملية التي تمكن من تقليص فترة النضج الخاصة بهذه الفاكهة بأكثر من أسبوعين ومن ثم السماح لهؤلاء الفلاحين بتسويق منتوجهم بأقصى سرعة ممكنة خاصة خلال الفترات التي تشهد فيها أسعار هذه الفاكهة ارتفاعا كبيرا ، كما ذكرت ذات المصادر بأن هذه الحيلة لم تعد تقتصر على الفلاحين الذين يسقون مزروعاتهم من آبار خاصة بل مست حتى أولئك الذين يسقون هذه المزروعات انطلاقا من الوديان والمجاري المائية حيث يعمد هؤلاء بدورهم الى خلط مادة المازوت المضرة بالصحة مع مياه السقي عن طريق تقنية التقطير وهو مايمكن من حشو فاكهة «الدلاع « بكميات معتبرة من هذه المادة السامة حتى تنمو بسرعة والتي تنتهي بالتأكيد في بطون المستهلكين الذين لايعرفون شيئا عن الدسائس التي تحاك لهم في عدد من الحقول التي باتت مشتلة لإنتاج مختلف أنواع الأمراض الخطيرة في غياب الرقابة وكذا الإحساس بالمسؤولية لدى عدد من الفلاحين الذين باعوا ضمائرهم من أجل حفنة من الدنانير .