قرر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي جعل الحدود الجنوبية لبلاده مع الجزائر وليبيا منطقة عسكرية “عازلة” لسنة كاملة، حسب وزير الدفاع رشيد الصباغ.وأعلن الوزير رشيد الصباغ، إثر اجتماع مع المرزوقي، ان الرئيس التونسي اتخذ هذا القرار “الاستثنائي الذي يقتضيه الوضع”، بهدف تجنب “كثير من العمليات التي تهدد أمن البلاد” و«لمقاومة (عمليات) التهريب التي تكثفت وإدخال السلاح، وخاصة عمليات التهريب في جبال الشعانبي وسمامة” بولاية القصرين على الحدود مع الجزائر، حيث يواصل الجيش عملية عسكرية للقضاء على مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأضاف الوزير ان القرار سيبقى ساري المفعول سنة كاملة، وانه قابل للتمديد أو التقليص “حسب الظروف” وأنه بالإمكان اتخاذ قرار مماثل في مناطق أخرى. وأوضح أنه ليس بإمكان “من له تجارة وعمل قانوني” والسياح دخول المنطقة “العازلة” في الجنوب التونسي إلا بموجب تصريح من الوالي. وترتبط تونس بحدود برية طولها حوالى 500 كلم مع ليبيا وحوالى 1000 كلم مع الجزائر. وينتشر على طول هذه الحدود تهريب السلع المختلفة والمخدرات والاسلحة. وعرضت ليبيا خلال اجتماع الخميس في طرابلس بين رئيس وزرائها علي زيدان، ووزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، عقد اجتماع يضم مسؤولين في البلدين لبحث الأمن على الحدود. وقال وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز “اقترحنا خلال هذا اللقاء عقد اجتماع موسع يضم فريقا ليبيا يتكون من وزارتي الدفاع والداخلية ورئيس جهاز المخابرات ونظيره من الجانب التونسي لوضع إستراتيجية تعاون أمني عملياتي بما يحقق استتباب الأمن على الحدود بين البلدين الشقيقين”. وأضاف عبد العزيز في تصريح نقلته وكالة الأنباء الليبية ان هذه الإستراتيجية تهدف إلى “إنهاء عمليات التهريب للسلع المدعمة والأسلحة وهروب بعض العناصر الإرهابية سواء من تونس إلى ليبيا او العكس”. وتناولت محادثات الخميس التعاون الاقتصادي والاستثمارات وتنمية المناطق الحدودية بين ليبيا وتونس. وتواجه طرابلسوتونس مزيدا من انعدام الأمن. وتواجه السلطات الليبية صعوبة كبيرة في تأليف جيش وشرطة قادرين على بسط سيطرتهما منذ إسقاط نظام القذافي في 2011.