يعيش ثالث أكبر مستشفى بولاية جيجل أو بالأحرى مستشفى بشير منتوري بمدينة الميلية منذ أيام على صفيح ساخن وذلك بفعل تعطل نشاطات إدارة هذا الفضاء الصحي الكبير واستعداد العشرات من أعضاء الطاقم الطبي لهذا الأخير لإعلان حالة العصيان بسبب الفراغ الإداري الذي تعاني منه هذه المؤسسة الصحية والذي انعكس على سير العمل بمختلف أجنحتها .وكمقدمة لهذا العصيان فقد بادر فرع النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية والتابع لمستشفى بشير منتوري صبيحة أمس الإثنين الى عقد جمعية عامة طارئة من أجل تشريح الوضع الذي يمر به هذا الفضاء الصحي وتدارس سبل الرد على المشاكل التي يمر بها عمال هذا الأخير بفعل تعطل مهام الإدارة وهي الجمعية التي قرر المشاركون فيها الدخول في موجة من الاحتجاجات داخل حرم المستشفى بداية من اليوم الثلاثاء على أن تستمر هذه الاحتجاجات لمدة ثلاثة أيام متتالية أي إلى غاية الخميس المقبل وذلك من أجل الضغط على الجهات الوصية وحملها على إنهاء حالة الفراغ الإداري التي يعاني منها مستشفى الميلية والتي نجمت عن نقل مدير هذا الفضاء الصحي إلى مستشفى مجذوب السعيد بالطاهير وهو ما ترتب عنه توقف صرف أجور العمال والأطباء منذ شهر جويلية الماضي وبالتحديد منذ الثامن عشر من هذا الشهر وهو تاريخ تحويل المدير المذكور إلى مستشفى الطاهير .ولم يخف المتحدث باسم فرع النقابة المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية التابع لمستشفى بشير منتوري في اتصال» بآخر ساعة» في التحذير من مخلفات الاحتجاجات التي قرر الطاقم الطبي والإداري الشروع فيها بداية من اليوم الثلاثاء مؤكدا بأن ذلك سيؤثر لامحالة على سير الخدمات الطبية بالمستشفى سيما في ظل عزم العشرات من عمال المستشفى على تخفيض مستوى الخدمات التي يقدمونها للمرضى إلى حدودها الدنيا مما سيضع حياة العشرات من نزلاء هذه المؤسسة الصحية على كف عفريت بل وقد يعرضهم للموت بسبب عدم استفادتهم من العلاج في الوقت المناسب ، كما نبه المتحدث إلى العواقب الأخرى التي قد تنجر عن هذه الوضعية ومن ذلك احتمال مواجهة نزلاء المستشفى لأزمة جوع كبيرة بفعل توقف عمل الإدارة وعدم اقتناء المواد التي تدخل في إعداد الوجبات الغذائية الموجهة للمرضى . يذكر أن مستشفى مجدوب السعيد بالطاهير كان قد عاش وضعية مماثلة مع بداية السنة الجارية بعد نقل مديره إلى وجهة أخرى وهو ما دفع بمديرية الصحة بعاصمة الكورنيش إلى اللجوء إلى حل «ترقيعي» من خلال نقل مدير مستشفى الميلية إلى الطاهير تاركة المستشفى الأول بدون قيادة رسمية لمدة قاربت الخمسة أشهر أو بالأحرى اعتبارا من شهر جويلية الماضي بكل ما ترتب عن ذلك من مشاكل كارثية وضعت مستشفى بشير منتوري بالميلية على حافة الإنفجار الحتمي .