فجرت جريمة مقتل حارس الملهى الليلي "باشكال" بشاطئ ريزي عمر بولاية عنابة ،موجة غضب واستنكار لدى اقاربه و جيرانه ،اجتاحت الحي و سرعان ما تحولت إلى أعمال شغب وتخريب تخللها قطع الطرق ،حرق الحانة و مطاعم فاخرة و مقهى . تفاصيل الجريمة التي اهتز على وقعها سكان حي الخروبة و ريزي عمر ،تعود استنادا الى ما نقلته مصادر متطابقة “لآخر ساعة” الى ليلة الجمعة الى السبت المنقضية ،اين وقعت مناوشات كلامية بين حارس الملهى المدعو “س.نبيل” المعروف باسم”حمة” البالغ من العمر 35 سنة يقطن بحي الخروبة ،وأحد الزبائن يدعى “شيبا” يقطن بحي سيدي سالم الشعبي التابع اداريا لبلدية البوني ،لأسباب متعلقة بفتاة ،احتدمت للتحول الى صراع دامي بينهما تدخل على اثره مجموعة من شباب سيدي سالم مدججين بالأسلحة البيضاء المحظورة لمناصرة ابن حيهم ،حيث هاجموا الضحية جماعيا ،في وقت اشهر المتهم الرئيسي في القضية خنجرا ووجه لغريمه عدة ضربات على مستوى ذراعيه و على مستوى الرأس ،اسقطته ارضا يسبح وسط بركة من دمائه الأمر الذي استدعى تحويله على جناح السرعة الى مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى ابن رشد الجامعي لتلقي الاسعافات الأولية والخضوع للعناية المشددة نظرا لخطورة وضعيته الصحية ،حيث حاول الطاقم الطبي اسعافه و اخراجه من حالته الحرجة غير ان اجال الوفاة كانت السباقة ليلفظ الضحية انفاسه الأخيرة عشية يوم السبت متأثرا بجراحه وبنزيف دموي،وعليه حولت الجثة الى مصلحة الطب الشرعي بغية اخضاعها لعملية التشريح للتأكد من أسباب الوفاة .. وبنزول خبر الوفاة كالصاعقة على رأس ذوي الضحية و اقاربه توفدوا على المستشفى غير هاضمين النبأ ،وفي حالة غضب حاول عدد من بينهم اقتحام مصلحة حفظ الجثث مما تسبب في كسر زجاج البوابة الرئيسية ،وبانتشار الخبر كالبرق وسط شباب الحي خيم الحزن قلوب من يعرفه ،فاشتعلت شرارة غضب جديدة اقدم خلالها عشرات الشباب على قطع الطريق بالحجارة والعجلات المطاطية المضرمة بالنيران تنديدا بالجريمة والتي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر دفعت به ظروفه المعيشية والاجتماعية المزرية للعمل كحارس ليلي في ملهى لاكتساب رزقه اليومي وإعانة افراد عائلته الصغيرة ،مما استدعى تدخل عناصر أمن إقليم الاختصاص في محاولة منها امتصاص غضب المحتجين وإقناعهم بالعدول عن قرارهم بإعادة فتح الطريق امام حركة المرور ،غير ان الثائرين نقلوا فتيل شرارة الاحتجاج الى بناية تجارية واضطرموا فيها النيران كليا ... الغاضبون يحولون بناية تجارية التي بها الملهى إلى رماد في حدود الساعة السابعة زوالا ،امتدت موجة غضب أقارب الضحية وأصدقائه إلى بناية ذو طابع تجاري متكونة من أربعة محلات ،الطابق الاول يضم مطعم فاخر “الباتروس” و الطابق الأرضي به مطعم “نوميديا” و مقهى و الطابق تحت الارض به الملهى الليلي للمدعو “ج ، ح “ الذي كان يعمل به الضحية ،و اضرموا النيران فيها كليا مما خلف خسائر مادية معتبرة بالمحلات الاربعة وبتدخل وحدات الحماية المدنية للتدخل تم تطويق ألسنة اللهب ومنع انتشارها الى الاماكن المجاورة ، ..فيما لم تسجل أية خسائر بشرية ..وعن كيفية اضرام النيران و انتشار السنتها الى البناية تضاربت الأقاويل بين من يؤكد بأن الغاضبين أشعلوا مبرد إحدى المحلات و سرعان ما انفجر و انتقلت شرارته إلى باقي المحلات و من يقول بأن الثائرين فجروا قارورة غاز وسط احدى المحلات مما تسبب في انتشار ألسنة اللهب إلى باقي الأماكن المجاورة .. وبين هذا وذاك تبقى التحقيقات الفيصل ..من جهتها يمكن الإشارة إلى أن الحريق وتصاعد الدخان من البناية المشتعلة آثار حالة ذعر وفزع لدى السياح والمارة الذين كانت يعج بهم شاطئ ريزي عمر “شابوي” سابقا كما خلف حالة خوف لدى الزبائن والذين سارعوا الى الفرار دون تعرضهم إلى أية إصابات ... استنفار أمني مكثف و حملة توقيفات مرتقبة فور اخطار مصالح أمن إقليم الإختصاص ،باستقبال مصلحة الاستعجالات الطبية بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، شخص مصاب بجروح متفاوتة الخطورة بواسطة سلاح ابيض محظور ،و بناءا على معلومات مسبقة وردتنا بأن الجريح هو حارس ليلي لملهى وأنه أصيب في شجار وقع بينه وبين مجموعة من الشباب ،حررت محضر بتفاصيل القضية ،وبتلقيها بلاغ يفيد وفاته عشية اليوم الموالي ، ومحاولة اقاربه وجيرانه اقتحام مصلحة حفظ الجثث ،اتخذت كامل الاجراءات الأمنية والقانونية اللازمة و فتحت تحقيقات مدققة بغية كشف ملابسات الجريمة و التوصل إلى الجاني ،وباندلاع أعمال شغب بريزي عمر ،تنقلت الى عين المكان وطوقته ،كما كثفت تواجدها تحسبا لأي طارئ ، و حسب ما أورده شهود عيان في ظل التعتيم الاعلامي عن القضية ،فان ذات المصالح لم تعتقل أي متسبب في الأحداث ،وأنه من المرتقب الشروع في استدعاء المشته فيهم خلال الساعات القليلة المقبلة بعد أن نجحت في تحديد هويتهم ، كما أفادت بعض المصادر بأن رجال الشرطة اوقفوا الجاني والبحث جار عن شركائه ... «اخر ساعة “ تعاين مسرح الاحداث تنقلت “آخر ساعة” صبيحة يوم أمس إلى مسرح الأحداث ،حيث وقفنا على حزن كبير خيّم أرجاء شاطئ ريزي عمر ،ولمسنا أسى بالغ لدى شباب الحي حيث وجدنا العشرات واقفين هنا وهناك وجوههم مصفرة وتحت وقع الصدمة غير مصدقين فقدانهم أحد أبناء حيهم المعروف ،تقربنا من البناية التي شهدت الأحداث تفاجئنا باحتراقها كليا وتحولها الى رماد ،حيث وجدنا الباب الرئيسي لمطعم “الباتروس “مفتوحا و زجاج نوافذه مكسرة و من الداخل قاعة كبيرة فارغة سوداء اللون نتيجة دخان الحريق ،و الملهى موصدة أبوابه والسلالم التي تؤدي اليه محروقة ، كما أن الجانب الخلفي للبناية احترق كليا ونفس الحال بالنسبة للمقهى إذ أن الجهة الأمامية لها سوداء وأبوابها مغلقة .. من جهتها وجدنا المارة في حالة حيرة الكل يسأل عن ما حدث ،هل حقيقة أن الشباب حرقوا الملهى خلال حركة احتجاجية نظمت ضد العهدة الرابعة أو أنها نظمت للمطالبة بسكنات ،أو أنها بسبب الجريمة التي راح ضحيتها شاب ، .. ووجدنا آخرين على مثن سياراتهم بصدد التقاط صورا للكارثة التي حلت بالبناية التجارية .