تشير الإحصائيات الواردة في تقرير تنمية المرأة العربية الثالث المرأة العربية وصنع القرار، إلى أن المشاركة السياسية والتمثيل في البرلمان للمرأة في المنطقة العربية هي الأضعف على مستوى الأقاليم العالمية، حيث لا تتجاوز نسبة حضور المرأة العربية في البرلمان 5 بالمائة، وما بين 1 إلى 4 بالمائة في الهيئات القيادية للأحزاب، كما أبرز التقرير قضية عدم وصول أية امرأة عربية إلى منصب رئيس جمهورية أو رئاسة الوزراء. مبعوثتنا إلى تونس: سميرة بن عودة قدم مركز المرأة العربية للبحوث والتدريب خلال الدورة التدريبية الإقليمية لتعزيز القدرات القيادية للمرأة للمشاركة في صنع القرار التي اختتمت أمس الأول بالعاصمة التونسية، خلاصة عن أهم النتائج التي وصل إليه تقرير تنمية المرأة العربية الثالث حول "المرأة وصنع القرار" والذي من المنتظر أن ينشر قريبا. ومن بين النتائج التي وصل إليها التقرير هي ضعف مشاركة المرأة العربية في الشأن السياسي، مسجلة أضعف المعدلات على مستوى الأقاليم الدولية ومنها الإفريقية، واعتبر التقرير هذا التأخر للمرأة العربية في المشاركة السياسية هو نتيجة حتمية لعدم تمكنها من المشاركة في صنع القرار داخل الأسرة وفي اقتحام عالم الشغل لتحقيق الاستقلالية الاقتصادية في عديد من البلدان العربية، مشيرا في المقابل إلى نجاح بعض الدول في تخفيض معدلات الخصوبة على غرار تونس ولبنان وهو يعتبر خطوة هامة على طريق تمكين المرأة من ملكية جسدها والتحكم في الإنجاب وهو ما يحمل بوادر اقتراب المرأة من المشاركة في صنع القرار داخل الأسرة. وفي سياق ذي صلة بقضية صنع القرار داخل الأسرة، ما تزال المرأة في عديد من المناطق العربية تحت رحمة الفكر الذكوري الذي يحكم السيطرة على جسدها باعتباره ملكية للعائلة وللقبيلة والعشيرة لا يحق للمرأة التصرف فيه، ومن بين الممارسات التي أشار إليها التقرير والتي تعكس بوضوح هذه الهيمنة، ختان الفتيات في مصر والسودان والأردن وفي مناطق من موريتانيا، إلى جانب الزواج المبكر وغياب الصحة الإنجابية فضلا عن القيود التي تفرض على المرأة في التنقل على غرار السعودية. وفي إطار المعيقات التي تحول دون مشاركة المرأة في المجال السياسي وصنع القرار التي تطرق إليها تقرير تنمية المرأة العربية الثالث، عدم تمكن المرأة العربية في عديد من المناطق من تحقيق الاستقلالية الاقتصادية، مشيرا إلى أن نسبة المرأة العربية في سوق العمل لا تتجاوز 26 بالمائة، كما أن مساهمتها في الدخل القومي لا تتعدى 29 بالمائة ولا تمتلك سوى 1 بالمائة من الأرصدة في البنوك، أما المؤشر الأكثر خطورة فهو نسبة الفقر التي يمثل النساء فيها 70 بالمائة، وهو ما يقود إلى ظاهرة أخطر وهي تأنيث الفقر. واعتبر التقرير أن الفجوة بين النساء والرجال في التحصيل العلمي من بين الأسباب التي تحول دون نجاح المرأة في اقتحام المجال السياسي والمشاركة في صنع القرار في الشأن العام، وتجدر الإشارة إلى أن الفجوة الأعمق في التحصيل العلمي بين الرجال والنساء توجد في دول عربية مثل السعودية، إلى جانب الثقافة المساندة للتمييز على أساس النوع الاجتماعي وإعادة إنتاج هذه الثقافة النمطية. ومن بين الإحصائيات الواردة في التقرير حول المشاركة السياسية للمرأة في المنطقة العربية، ما يتعلق بمشاركتها في النشاط الحزبي والتي لا تتجاوز 17 بالمائة، بينما نسبة تواجدها في الهيئات القيادية للأحزاب فهي تتراوح بين 1 إلى 4 بالمائة، أما في الهيئات القيادية للنقابات فهي لا تتعدى 13 بالمائة رغم ما تمثله من قاعدة نضالية في هذه الأخيرة، مع الإشارة إلى عدم تمكن المرأة العربية من الوصول إلى منصب رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء، رغم خوضها الانتخابات الرئاسية في كل من الجزائر وموريتانيا. وتجدر الإشارة إلى أن الورشة التدريبية التي شارك فيها مدربون وممثلون للمجتمع المدني وإعلاميون من عدد من الدول العربية والتي انطلقت في العاصمة التونسية بتاريخ 15 جويلية الجاري تأتي في إطار تنفيذ إستراتيجية مركز المرأة العربية للبحوث والتدريب لتمكين المرأة العربية في المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، بالتنسيق مع صندوق الأممالمتحدة للسكان من خلال تأسيس برنامج لتعزيز قدرات النساء القيادية ومشاركتهن في صنع القرار، بإصدار كتيب تدريبي بالاعتماد على نتائج تقرير تنمية المرأة العربية الثالث "المرأة وصنع القرار.